للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أصول التسبيح فوق المآذن]

كان موسى-على نبينا وعليه السلام-يسبح فى الأوقات المباركة وقبل أذان صلوات الصباح بصوت مرتفع، وقد عين حضرة داود موظفين خاصين للاحتفاظ‍ بهذه الأصول وجعلهم يسبحون الله فى الثلث الأخير من الليل حتى قرب الفجر، واستمر هذا النظام حتى وفاة يحيى عليه السلام، وقام اليهود ضد عيسى عليه السلام-عقب استشهاد يحيى-عليه السلام-وتسببوا فى إبطال نظام التسبيح وتركه والعمل حسب أحكام شرائع بنى إسرائيل.

وقد جرى أصول التسبيح فى العهد الإسلامى أولا فى مصر وفى وقت إمارة مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار الأنصارى، وفى سنة (٥٨)،لأن حضرة مسلمة قد صنع فى مسجد عمرو بن العاص مئذنة (١) واعتاد أن يعتكف فى هذا المسجد، وقال للمؤذن شرحبيل بن عامر فى أثناء اعتكافه يا شرحبيل، إننى أنزعج فى الصباح من دقات الناقوس، هل هناك حل لهذا الموضوع؟،فقال له نعم أبدأ فى الأذان من نصف الليل وأطيله إلى طلوع الفجر وبهذا سر مسلمة بن مخلد ووضع نظام قراءة الأذان من نصف الليل وبهذا النظام استطاع مسلمة بن مخلد أن يحافظ‍ على سكينة قلبه درجة ما، وعندما أصبح أحمد بن طولون ملك مصر سنة (٢٥٤) رفع نظام أداء الأذان هكذا لفترة طويلة وعين مؤذنين متعددين وربط‍ لهم المرتبات الخاصة ووضع نظام أن يصعدوا إلى المآذن قرب الصباح وأن يقرءوا القصائد الخاصة بالزهد والعشق الإلهى والأشعار، كما أن صلاح الدين الأيوبى قرر فى سنة (٥٦٨) قراءة القصائد والأناشيد الخاصة بالعقيدة الأشعرية بدلا من الذكر والتسبيح.

ومازال حكم هذا النظام جاريا فى جوامع مصر والشام.

[السنة الثانية للهجرة]

* عرس السيدة فاطمة رضى الله عنها.

*وغزوة أبواء، هذه الغزوة مقدمة الغزوات التى وجد فيها قائد المجاهدين


(١) إن المئذنة التى بنيت فى الجوامع والمساجد هى هذه المئذنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>