التى تصنع بها الأرصفة فى دار السعادة استانبول، والأكواخ المصنوعة من الحصير والعشب مهما تم بناؤها بعناية فإنها تسخن بحرارة الشمس ولا تخلو من الرطوبة.
والذين يسكنون فى هذه الأكواخ لا يمكن أن يكونوا بمنأى عن الأخطار، كما أن السكن فى مثل هذه المبانى يكون تصرفا مغايرا لأحكام وقواعد المحافظة على الصحة، وبناء عليه فإنه لا يجوز لأهل البلاد الباردة أن يستأجروا مثل هذه الأكواخ لأن شدة الحرارة تستدعى تبريد الجسم بالخروج إلى الأماكن ذات الهواء الطلق ويؤدى هذا إلى إصابتهم بنزلات البرد لجلوسهم غير مستورين شبه عراة، كما يؤدى إلى تفشّى العلل والأمراض بينهم.
وبما أن الحرارة ترتفع فى أيام الصيف فى المدينة المعظمة إلى حدّ يصعب تحمله يذهب أغلب الأغنياء من أهلها إلى بلدة الطائف اللطيفة، والكثير منهم يقضى وقته فى حدائق المعلى، وفي أيام الشتاء يتجولون في مناطق الحسينية ووادى فاطمة، وفى كل الأماكن المخضرة التى تبعث الرضى فى النفس ويتنزهون فيها، وأيام الشتاء فى خط العرض لمنطقة الحجاز المقدسة تشبه أيام فصل الربيع فى مناطق الرومللى والأناضول.
[الحسينية]
وتقع المنطقة المسماة بالحسينية فى الطريق من مكة إلى اليمن، خلف جبل ثور الواقع على مسافة ساعتين من مكة وهو مكان جميل يتكون من حوالى خمس أو ست حدائق مخضرة وينمو على المياه الجارية الواقعة حول هذا المكان البطيخ والليمون وكل أنواع الخضر والمحاصيل مثل التمر والبرسيم.
[وادى فاطمة]
يقع وادى فاطمة على مسافة خمس أو ست ساعات من مكة من ناحية المدينة المنورة، وبها عدد من الحدائق المنتجة للمحاصيل وبضع قرى وما يعرف من عيون الماء الجارية وهى (ماء الجموم، ماء خضرة، ماء هنية، ماء حسينية، ماء أبو