كلما تعرضت الحجرة المعطرة لسوء قصد ظهر فى المدينة الزلازل المفزعة والعواصف المخيفة، وفى الواقع لم تظهر فى المدينة المنورة بعد نار الحجاز المنذرة عواصف يحترز عنها ولا الزلازل ولا الحالات المخيفة ما لم تتعرض الحجرة الشريفة لسوء قصد ولم يثبتها التاريخ ولكن كلما حدث سوء قصد للحجرة الشريفة أو حدث شئ مخلا بالآداب أمام القبر النبوى حدث إما زلزال كبير وإما عواصف شديدة مخيفة وقد حدثت لتوقظ أهالى المدينة من غفلتهم، الزلزلة الأخيرة فى سنة ١٢٩٦ الهجرية فى شهر المحرم ثلاث مرات فى يوم واحد مائلة إلى الشدة مما أقلق أهل المدينة وملأهم فزعا.
وسبب هذه الزلزلة ما أظهره نائب الحرم والحجرة المعطرة تحسين أغا من وقاحة وسوء أدب أمام قبر النبى صلى الله عليه وسلم إذ ذهب حالت باشا والى الحجاز فى السنة المذكورة لزيارة المدينة المنورة وأراد تحسين أغا أن يعرض له ولاءه التام لأنه أراد أن يكسب رضا حالت باشا وحسن توجهه له ونتيجة لهذه الفكرة الفجة قال له:
«يا حضرة الباشا إن أهل دائرتك يظهرون مخلصين وذوى عقيدة متينة، والمعلومات التى وصلتنا عن حريم سيادة الوالى فى نفس المستوى، هذه فرصة لا تحدث دائما يجب أن تقتنصها إذا أذنتم سيادتكم، ندخل عقائل حريمكم توائم العصمة إلى داخل الحجرة المعطرة ونبهج خواطرهن بشرف زيارة القبر النبوى، «وقال حالت باشا»: «إن النساء قد لا يستطعن أن يظهرن واجبات الحرمة والزيارة حسب المقتضى، فإذا ما زرن من الخارج فهذا أفضل»،فأجابه تحسين أغا قائلا:
«لا، لا إن زيارة النساء عادة هنا، تتوضأ النساء ويدخلن داخل الحجرة ويزرن وإذا ما تفضلتم بالموافقة على أصول البلد تحسنوا الصنع»،وهكذا استحصل تحسين أغا الإذن من الباشا، وبناء على هذا جلب تحسين أغا جميع النساء فى دائرة الباشا فى الساعة الرابعة ليلا من ليالى أوائل شهر محرم الحرام وأدخلهن واحدة تلو الأخرى وجعلن يزرن حجرة السعادة، وكان غرض تحسين أغا أن تنال