قام الحارث بن مضاض الأصغر (١) من طوائف الجراهمة بتجديد البناء القديم لكعبة الله فى المرة السادسة، فقام بتركيب مصراعين لباب المعلا بالكعبة ثم وضع عليه قفلا. أما سبب هذا التجديد فهو السيل الذى روى عنه أبو جهم بن حذيفة -رضى الله عنه-أنه خرب بيت العزة. وقد نزل السيل المذكور من أعلى مكة ودخل البيت الشريف وهدم البناء الكريم لبيت الله الذى سبق وأقامه العمالقة والملوك الذين جاءوا بعد قيام الحارث بن مضاض بتجديده على النحو السابق.
عمر الجراهمة الكعبة المعظمة ورمموها مرة تلو مرة، ولما ضلت قبائل بنى جرهم بمرور الأيام وانحرفوا، ظلموا وفسقوا وفجروا وعمتهم الفوضى، مثل العمالقة البغاة.
وكما ذكرنا فى البحث الخاص بانتقال حكومة مكة إلى بنى خزاعة فإنهم لم يصمدوا لهجوم بنى خزاعة، وتركوا البلدة المكرمة.
وبعد فترة من انتقال حكومة مكة إلى بنى خزاعة، خرب ودمر بيت الله بسيل عظيم اجتاح مكة المكرمة.
وقد سمى هذا السيل «القارة» إشارة إلى غرق امرأة اسمها «قارة» من قبيلة بنى بكر.
وبعد انحسار مياه السيل أقام بنو خزاعة جدارا منخفضا حول البيت الشريف للوقاية من السيول التى تكررت من بعد وتركوا البيت الحرام على حاله القديم وظل البيت على نفس الحال حتى زمن قصى بن كلاب.