ظهر الملوك التركمانيون فى أوائل سنة ستمائة وتسع وأربعين وانقرض ملكهم سنة سبعمائة وأربع وستين ويبلغ عددهم خمسة وعشرين ملكا، وكانت عاصمة ملكهم القاهرة.
استولى هولاكو على بغداد وقتل الخليفة المعتصم وقضى على الدولة العباسية فى عهد الظاهر بيبرس رابع الملوك التركمانية فهاجر أحمد بن محمد الظاهر بأمر الله العباسى الذى سبق ذكره إلى مصر، فصدق الظاهر بيبرس خلافته وبايعه بكل احترام وأجرى بعض الترتيبات بخصوص وظيفته.
[الملوك الشراكسة]
ابتداء ظهور الملوك الشراكسة سنة سبعمائة وأربع وثمانين، وزمن انقراض دولتهم سنة تسعمائة واثنين وعشرين الهجرية. وقد حكم منهم أربعة وعشرون ملكا فى اثنتين وثلاثين سنة، وبما أنهم كانوا مملوكين عتقاء سموا المماليك الشراكسة.
وكان الملوك الشراكسة مثل الملوك التركمانيين يبايعون الخلفاء العباسيين الذين هاجروا إلى مصر، ويعاملونهم معاملة طيبة ويحترمونهم.
وإن كانت بلاد الحجاز واليمن ألحقت بمصر فى عهد الملوك التركمانية والشركسية، إلا أن الخلفاء العباسيين الذين يحكمون فعلا فى العراق والذين يحكمون فى مصر معنويا وصوريا لم ينجوا من أذى بعض الخارجين فى جزيرة العرب فى عهودهم كما سيأتى ذكره فيما بعد.
[السادة الكرام]
ولما كان شرف السادة الكرام ومنزلتهم ثابتة ومعترف بها من قبل سكنة جزيرة العرب، كما كانوا محترمين من قبل أمراء التركمان والشراكسة، ولأجل ذلك أقدم كثيرون من هؤلاء السادة سواء أكانوا السادة الحسينيّة أو أشراف الحسنيّة على الاستيلاء على الجزيرة العربية طالبين استقلالها، إلا أنهم لم يصلوا إلى غاياتهم لقوة الخلفاء العباسيين وسطوة الملوك المصريين.