احتراقه فى ليلة صباحها عند ثالث عشر رمضان المعظم قد جرى تعميره سنة ثمانمائة وثمانين، سيدنا ومولانا العبد الفقير المعترف بالتقصير الراجى عفو ربه القدير خادم الحرمين الشريفين الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عز نصره وذلك بنظارة العبد الفقير محمد بن زمن وأنشأ العمارة بالحرمين الأمير سنقر الحالى وذلك فى أيام الأمير شيخ الحرم الشريف غفر الله لهم. (بسم الله الرحمن الرحيم، إن الذين ينفقون أموالهم) إلى قوله الشريف (واسع عليم) صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم ورضى الله عن الصحابة أجمعين، أمر بعمارة هذا الحرم النبوى الشريف المعظم من فضل الله تعالى الفقير الملك المعترف بالتقصير الراجى عفو ربه القدير قايتباى وناظر العمارة محمد بن الزمن بمباشرة القاسم الفقير شيخ الحرم وأمير السادات الحالى سنقر غفر الله لهم وكان الفراغ من عمارة هذا الحرم الشريف فى شهر رمضان سنة ثمانمائة وثمانين.
[مقصورة مسجد السعادة]
تطلق المقصورة على المحافل التى تصنع فى محاذاة المحاريب فى المساجد الشريفة من أجل الملوك.
وفى يمين ويسار أبواب المساجد عند الدخول مقصورتان وقد أحدثت هاتان المقصورتان قبل عصرنا بقليل.
وذهب المؤرخون إلى أن أول من أنشأ مقصورة مسجد الرسول هو عثمان بن عفان (رضى الله عنه الرحمن) وقالوا بأن عثمان بن عفان عندما جدد المسجد الشريف طرح مقصورة أمام الجدار القبلى لمسجد السعادة أعلى من أرض المسجد مقدار ذراعين وكانت أطرافها مشبكة واختص بها نفسه حتى ينجو من شرور الخونة الذين اعتدوا على عمر الفاروق وأخذ يجرى الإمامة فى داخل هذه المقصورة، ويروى أن مروان بن الحكم هو الذى بنى هذه المقصورة ويعللون