للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باثنين من السبعين المكلفين بالأمر السلطانى وإن كان الذين يتمتعون بالأمر العالى ينقسمون إلى قسمين الأصالة والملازمة إلا أنهم كلهم موظفون. إن الأشخاص الذين يتمتعون بالأمر العالى ثمانية عشر منهم من خطباء الحنفية، وأربعة منهم من خطباء الشافعية، وأربعة منهم من خطباء المالكية، وواحد منهم خطيب حنبلى، ويتقاضى كل واحد منهم شهريا ٢٠٠ قرش. ولكن الأئمة الذين عينوا بعلم المديرية يعطى شهريا ١٠٠ قرش، والملازمون المعينون بعلم المديرية يتقاضى فى الشهر ٤٠ قرشا.

[الاستطراد]

يوجد مقام خاص لكل جماعة من جماعات المذاهب الأربعة فى أركان بيت الله الأربعة ليؤدى كل إمام مع جماعته الصلاة فيه، ولا يعرف الوقت الذى أقيمت فيه المبانى فوق هذه المقامات الأربعة، ولكن أغلب الاحتمال أنها أنشئت فى عصر الملك الظاهر بيبرس البندقدارى، لأنه قد عين فى سنة (٦٦٣ هـ‍) فى مكة المكرمة إماما لكل مذهب، وأقر بين العلماء على أن يكون لكل إمام مذهب مكان خاص ليصلى به مع جماعاته، فاختيرت أماكن المقامات لأئمة المذاهب الأربعة، ونبهوا بأداء الصلاة كل فى مقامه، وكما أنه يوجد فى المسجد الحرام مقام خاص بإمام كل مذهب يوجد مفتى لكل مذهب، وطبقا لما أفاد به المؤرخون عن تعيين أول هؤلاء المفتين وفى أى تاريخ لزمت الحاجة إليه، يمكننا القول: إن القبائل العربية عندما ذاقت حلاوة الإيمان أرسلت السفراء إلى سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ترجوه أن يرسل معلما إلى القبيلة التى ينتمون إليها لتعليم الأحكام الشرعية، ولإيضاح غوامض المسائل الدينية لهم، وأسرع علماء الصحابة الذين استقوا العلم من أشرف الخلق - عليه الصلاة والسلام - وحفظوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم الأحاديث والآيات القرآنية لتبليغها إلى القبائل، ولما كانت الحجج قاطعة والنصوص واضحة فى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياته وحياة صحابته الأجلاء لم تكن هناك حاجة للاجتهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>