وما زال سواء أكانت الأجزاء اللطيفة أو البخارى والشفاء الشريفين فى المسجد النبوى وتقرأ صباح مساء أمام محراب التهجد يتحف ثواب قراءتها وأجرها لروح الواقف.
ولم يخدم السلطان محمود خان الحرمين الشريفين فحسب بما عرض من الخدمات إذ إنه كذلك جدد وعمر-كما سنبين فى الصور الآتية-مسجد قباء، والمساجد الأخرى والآثار العالية وأضرحة مقبرة بقيع الغرقد التى هدمها وخربها طوائف الخوارج الرذيلة، ومشهد حمزة، ومقبرة الشهداء، والمشاهد الأخرى والآثار المسعودة، كما أمر بكتابة منظومة فوق أطواف المساجد والآثار.
[خارقة]
كان السلطان محمود خان العدلى جدد غطاء مرقد السعادة الذهبى للمرة الثانية، والغطاء الذى أرسله فى المرة الثانية، حينما وصل إلى الحجرة المعطرة وشرع فى تغطية المرقد لزم قلع الغطاء القديم، وبينما شرع فى قلع الغطاء القديم الذى قد سكر باحتضان القبر النبوى الشريف عدة سنوات صدر من الهاتف صوت حزين يقول واه حسرتاه واه فرقتاه وهكذا عرض ذلك الغطاء نار حسرته وفرقته وقد سمع هذا الصدى المثير للشوق كل من كان فى داخل الحجرة النبوية وفقدوا عقلهم وشعورهم.
وإن كانت هذه الخارقة غير مصدقة عند أهل الاستدلال، إلا أن الذين يصدقون أن الجذع الشريف الذى ارتمى على الأرض وأصبح جذاذا وأخذ يئن ويصيح عند ما وضع مكانه منبر السعادة لا يستبعدون ظهور مثل هذا الصوت عندما كان الغطاء القديم يخلع من على المرقد النبوى.
لمن يوفق أحد من ملوك الأسلاف إلى إسداء الخدمات لحرم السعادة مثل ما قدمها السلطان الغازى عبد المجيد خان ابن السلطان محمود خان الثانى، إذ لم يترك ذاته السلطانية مكانا فى مسجد السعادة أو الحجرة المعطرة لم يجدده أو يعمره، إذ بنى ٢٩ قبة فوق السقف القديم الذى صنعه السلطان مراد الرابع والذى يقع الآن فى الجهة القبلية من الساحة الرملية كما هو مبين فى الخريطة