للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودخل عمرو مزيقيا مستصحبا أفراد قبيلته فى أرض حرم الله عقب انهزام الجراهمة، ونال شرف الإقامة فيها مدة طويلة وأقامت القبائل التى معه فى هذه الأراضى وأمضت فيها فترة ما، وتعرض فيما بعد أفراد القبائل الذين كانوا معه للحمى المحرقة ولم يتحملوا الإقامة فيها، وهاجر كل واحد منهم إلى بلدة ما، واستقر ثعلبة الذى أجرى السفارة لقبائل الجراهمة فى أثناء هذه الاضطرابات فى موقع مشهور ب‍ «ثعلبة» داخل أراضى الحجاز ووسع دائرة نفوذه وقوته.

وانقسم هؤلاء إلى بطون وفيرة وقبائل كثيرة، فذهب أحفاد عامر بن عمرو بن مالك بن الأوس، وأولاد سائب بن قصى حفيد عوف بن الخزرج إلى بلاد عمان، وهاجر بعض من أبناء حارث بن الخزرج إلى بلاد أخرى فلم يكتب لهم أن يلتحقوا بزمرة الأنصار الجليلة، وظل بعض من أولاد جفنة بن عمرو بن مزيقيا فى المدينة فانخرطوا فى سلسلة الأنصار الذهبية.

وتوطن بعض أولاد الأخوين الأوس والخزرج فى قرى بنى إسرائيل كما سبق بعضهم فى أماكن خالية من آثار الحياة والعمران.

[سبب ظهور وقعة مالك بن عجلان وصورة ظهورها]

كان فيطون (١) الثعلبى حاكم يهود المدينة، وقد اتخذ فى أواخر عهد حكومته عادة فاضحة وهى أن يستفرش العرائس اليهوديات قبل أن يستفرشهن أزواجهن.

وأراد أن يعمم هذه العادة الكريهة الإباحية بين قبيلتى الأوس والخزرج، وأراد مالك بن عجلان السالمى أن يزوج أخته وكان من قبيلة الخزرج إلا أنه لم يطق تكلف ما لا يطاق من الذى أعلنه فيطون الدون والذى لا يخالف الدائرة المشروعة فحسب بل الطبيعة البشرية أيضا وفضل ألا يزوج أخته لفترة ما.

ولكنه لم يستطع أن يتغلب على إلحاح النساء فتزيا بزى النساء وأوصل أخته إلى بيت فيطون واستطاع أن يصل إلى فيطون وقتل عدو العرض والشرف ذلك وبعد ذلك أخذ «رمق بن زيد» الخزرجى من بنى سالم وسافر إلى بلاد الشام


(١) يروى فى قول آخر أن اسم فيطون قطبون.

<<  <  ج: ص:  >  >>