ركنيها نحو الحطيم قدر ستة أذرع قد ثبت بحديث صحيح أنها من داخل الكعبة، إنه المكان الذى أخبر عنه بالحديث الشريف - يعنى المكان الذى يلزم الدعاء فيه بعد الصلاة - وهو المحل الذى سبق تعريفه وقد أشير إليه بحجر مستدير أخضر اللون إن هذا المكان هو «حجر إسماعيل» المبارك.
وبناء على حكم حديث شريف آخر أن كل من يصلى ركعتين فى جهة الركن الشامى لحجر إسماعيل فكأنه قام سبعين ألف ليلة بالصلاة، وطاف بالبيت الأعظم طوافا مبرورا مقبولا أربعين مرة، وهذا هو قدر أجره وثوابه.
[الأثر الخامس: حفرة المعجن]
من الأماكن التى يستجاب فيها الدعاء المعجن الشريف، إن الموقع الذى يطلق عليه المعجن حفرة متصلة بجدار كعبة الله الشرقى، وطولها سبعة أقدام وعرضها خمسة أقدام وست بوصات، وعمقها أكثر من قدم قد خلط إبراهيم عليه السلام طين بيت الله فى هذه الحفرة، إن هذه الحفرة اللطيفة هى المكان الذى صلى فيه جبريل - عليه السلام - الصلوات المفروضة يومين متتالين مع النبى صلى الله عليه وسلم، عندما فرضت الصلوات الخمس.
يروى أن جبريل - عليه السلام - عندما فرضت الصلوات أم النبى صلى الله عليه وسلم فى أوائل أوقاتها وفى اليوم الثانى فى أواخر أوقات الصلوات الخمس.
إن فى الجهة التى تلاصق هذه الحفرة من كعبة الله حجر أحمر، إن هذا الحجر المبارك دواء مؤثر لمرض ضعف البصر والمبتلون بهذا المرض إذا مسوا هذا الحجر ثم مسحوا بأيديهم عيونهم يشفون من هذا المرض.
وقد سرق هذا الحجر سنة (١٢١٣ هـ) وقد تعرض سكان بلدة الله لمرض مفرط، ومات منهم كثيرون، وفيما بعد وجدوا الحجر فى متروكات رجل توفى، فوضعوه فى محله مرة أخرى.