للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدنيين، ولكننا إذا نظرنا إلى العبارة التى كتبت على حجر ذلك المسجد والتى تقول: إن المنصور العباسى أمر ببناء هذا المسجد مسجد البيعة الذى شهد أول بيعة بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نرى أنها تؤيد صحة القول الأول والله أعلم بالصواب.

قد بنى هذا المسجد أبو جعفر المنصور البغدادى فى سنة ١٤١ هـ‍ مكشوف السقف، وعنى المعتصم بالله بترميمه وتعميره، وجدده فى سنة ٩٦٣ هـ‍ دفتر دار مصر إبراهيم بك بضم بعض القباب فى ناحية القبلة من حرارة الشمس، ومازال إلى الآن مكشوفا إلا أماكن القباب وقد حددت جهاته الأربعة بحائط متين ولا مئذنة له.

[الأثر الثالث والثلاثون: مسجد النحر]

(١) هو هذا المعبد الذى يسمى بمسجد المنحر فى وسط الجهة الشرقية من صحراء منى، وبين الجمرة الأولى والجمرة الثانية وفى اتصال دار المنحر، وطول أرضه ثلاثة وستون قدما، وعرضها تسعة وأربعون قدما، وبما أنه بين الحجرة الأولى والحجرة الثانية يظل فى الجهة اليمنى للمتوجه إلى عرفات.

وإن كان بانيه مجهولا فقد عمره فى سنة ٦٤٥ هـ‍ صاحب اليمن الملك منصور، وأقام بالناحية القبلية صفا من القباب وترك الباقى مكشوفا، وإذا نظرنا إلى ماحك على الحجر الذى فى داخله نعرف أن رئيس قافلة الأنبياء (عليه وعليهم التحايا) قد ضحى فى مكان هذا المسجد فى حجة الوداع بعد أداء صلاة الضحى ونحر بنفسه (٦٣) جملا وضحى بالواسطة (٢) (٣٧) جملا.

[الأثر الرابع والثلاثون: مسجد الخيف]

مسجد الخيف بين جبل ثبير والجبال التى تقابله وتواجهه. أى أنه معبد كبير وموجود فى الجهة الشمالية من ميدان منى وفى وسطه كل من جهتيه الشمالية والغربية أربعمائة وخمسون قدما، وكل من جهتيه الشرقية والجنوبية ثلاثمائة وتسعون قدما، وقد غطيت جهته الجنوبية بقباب عالية وجهاته الباقية مكشوفة.

وفى وسط ساحته تماما قبة كبيرة على شكل الخيمة، ويروون أن تحت القبة


(١) يقال لهذا المسجد «مسجد المنحر» أيضا.
(٢) الواسطة هو على بن أبى طالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>