للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التوضيح]

ويمضى إلى مكة المعظمة محملان يسمى أهل مكة أحدهما (المحمل المصرى)، والآخر (المحمل الشامى)، وعلى ما سبق ذكره يصل المحمل المصري إلى مكة قبل المحمل الشامى، وينصب خيامه في مكان يسمّى ذى طوى الذى يقع أمام موقع يسمى الشيخ محمود، ويطلقون عددا كثيرا من المدافع إعلانا بقدوم الموكب، ثم يصل المحمل الشامى فتنصب خيامه أمام قبور الشهداء - حيث يوجد مدفن عبد الله بن عمر - والذى يسمى زاهر، وهذا المحمل يعلن وصوله بإطلاق عدة طلقات من المدافع، ويتحرك المحمل المصرى من مكة فى صبيحة اليوم الثامن من شهر ذى الحجة ويصل إلى عرفات بعد الزوال، وكذلك يغادر المحمل الشامى مكة ظهر اليوم المذكور، ويواصل السير إلى ساحة جبل الرحمة حتى وقت العصر من يوم الوقفة، وفى جبل عرفات يتحركان معا متجهين نحو المزدلفة محتفلين بإطلاق المدافع والبنادق، وعندما يصل المحمل المصرى إلى مكة يدخل الحرم الشريف، وفى اليوم السابع والعشرين من ذى الحجة يزين الجمل الذى يحمله، ويؤتى به أمام مبنى الحكومة ويسلم إلى الباشا الوالى وهو فى الحلة الرسمية فيمسك بزمام الجمل وهو من المخمل والصرمة، ويرفع صوته بالتكبير، وبعد أن يتجول به يسلمه إلى يد أمير الحج المصرى ويشيعه (١) بضع خطوات وبعد ذلك يقوم المحمل المصرى ويتجه نحو المدينة ويعود من هناك إلى القاهرة.

وفى العباسية يستقبله الأعيان وعلية القوم، ويجتمع كبار الموظفين والعلماء وينطلقون مع المحمل إلى ميدان محمد على حيث تطلق المدافع إعلانا للشكر.

وبعد أن يغادر المحمل المصرى مكة يغادر فى اليوم الثامن من شهر ذى الحجة مكة المحمل الشامى ويجرى له نفس الاحتفالات التى أجريت للمحمل المصرى ويمضى نحو المدينة. وسواء أكانت الاحتفالات التى تقام للمحمل المصرى أو الشامى يصطف الجنود السلطانية، ويقفون في موقف الانتباه والسلام فى أثناء


(١) وفى خلال ذلك تصدح الموسيقى وتقرع الطبول الخاصة بالمحمل الشريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>