فى الليلة الثالثة، وعلى رواية فى الليلة الثالثة عشرة، من رمضان سنة ٨٨٦ هـ وفى الثلث الأخير منها بينما كان رئيس المؤذنين شمس الدين بن الخطيب يهم بالطلوع على المئذنة الرئيسية والمؤذنون الآخرون إلى المآذن الأخرى للتهليل والتذكير والترحيم.
ظهرت فجأة على وجه السماء غيوم سوداء مخيفة وظهرت أصوات مدهشة كأنها طلقات المدافع فأصبحت دار العزة ونواحيها المتجاورة داخل نار ملتهبة، وزادت أصوات الرعود والصواعق بالتدريج فأصابت صاعقة شديدة مئذنة رئيسية فهدمت أعلى شرفتها والجهة الشرقية من المسجد الشريف وخربته وقتلت شمس الدين بن الخطيب وعشرة من الخدم والجماعة وكان من ضمنهم نائب خازن الحرم.
والصاعقة التى هدمت المئذنة الرئيسية وخربتها سرت نيرانها إلى سقف مسجد السعادة ومن هناك دخلت داخل المسجد بحيث أصبح مسجد السعادة فى وسط النيران فجأة.
وإن كان أغوات حجرة السعادة فتحوا أبواب الحرم الشريف وأخبروا الأهالى بالحادث فتكاثروا وتكاتفوا لإطفاء الحريق وبذلوا كل جهودهم، ولكن النيران الملتهبة قد أحاطت بجهات مسجد السعادة الأربعة بشدة حالت بين من يحاول أن يدخل إلى داخل المسجد ومع هذا فمن دخلوا داخل المسجد مضحين بأرواحهم اندفعوا خارج المسجد بطريقة شديدة حتى ينجوا بأرواحهم وزادت النار التهابا واشتعالا فلم يبق أمام الأهالى إلا أن ينسحبوا بعيدا وأن يتفرجوا على النار.