أحد أن يزوجه بنته ولو كان وضيع القدر قائلين فأخوها خاله لذا فهو وضيع النسب.
والأشراف الذين فى مكة المكرمة والمدينة المنورة وحواليهما يحبون التسرى كلهم وكذلك بعض مشايخ العربان. إلا أن الأولاد الذين يولدون من جواريهم يظلون مثل العبيد بجانب أولادهم الذين ينجبونهم من زوجاتهم العربيات والناس ينظرون إليهم كذلك بنفس النظرة.
[حفل الختان]
يختن العربان أولادهم الذكور فى صورة مسنونة (١) فى اليوم السابع من ولادتهم، وبعضهم فى يوم الأربعين وبعضهم فيما بعد.
وقد تعود عربان بنى هذيل الذين يسكنون بجانب مكة المكرمة ألا يختنوا أبناءهم إلا عند الزواج فعندما يقررون عقد زواجهم عندئذ يختنونهم. وعند ما يقرر ختان ذلك الفتى فمن عادة القرى المجاورة وكل واحد من المدعوين أنهم يهدون لصاحب الحفل كل على حسب قدرته خروفا واحدا أو أكثر أو جملا أو شاة أو ثورا.
كما أن من عادتهم أن يسوق كل فرد ما يريد أن يهديه من الحيوانات أمامه وأن يذهب إلى القرية التى سيحتفل فيها قبل الختان بيوم أو يومين.
ولما كان الذهاب إلى محل الحفل منفردا خلاف الأصول، فيتجمع المدعوون فى جماعات تتكون من خمسين شخصا، أو ستين ويذهبون معا، لذا كلما يحتفل بحفل ختان يتجمع سكان عدة قرى معا ويخرجون إلى الطريق وهم يطلقون بنادقهم ومسدساتهم وعند ما يقتربون من القرية التى فيها العرس يشرعون فى إلقاء القصائد الشعرية التى تمدح صاحب الحفل وتتغنى بأوصافه عن فهم واحد ويأخذ بعضهم يرقص أمام المدعوين ممسكا بالبندقية وسنان الرماح والحراب.
وحينما يعرف صاحب الحفل أن المدعوين قد وصلوا إلى خارج القرية يستقبل
(١) يعنى أن الختان سنة من سنن الفطرة فى البيئة العربية.