أهالى القرية الضيوف مطلقين البنادق والمسدسات ويلقون أمامهم القصائد والأبيات ويمدحونهم ويوصلونهم إلى أماكنهم الخاصة بهم.
ولما يصل المدعوون إلى أماكنهم الخاصة بهم التى أعدت من قبل يعطى صاحب البيت لكل عشرة منهم خروفآ ومقدارا كافيا من الأرز وقدرا كبيرة ويرجوهم أن يتصرفوا كما يحلو لهم حيث يوجدون.
والأماكن التى يقيم فيها المدعوون ليست فى المنازل والبيوت وإنما فى واد خارج القرية أو على سفح الجبل.
ويذبح المدعوون فى هذا المكان ما أهدى لهم من الخرفان ويسلقونها فيقطعونها ويأكلونها ثم يضعون فى حسائها الأرز ويتناولونه.
ثم يجتمع كل أهالى الخيم والقرى فى المكان المعين لهم حيث يوقدون نارا عظيمة وينقسمون إلى قسمين حول النار قائمين وواقفين ويلقون المدائح ويظهرون مهاراتهم الكلامية وهكذا يقضون أوقاتهم فى الفرح والسرور.
ويجتمع المدعوون فى اليوم الثانى فى المكان الذى سيختتن فيه الغلام سائرين من أماكن نزولهم وهم يرقصون الرقصة التى يطلقون عليها «آردا»(١) جاعلين الغلام الذى سيختن أمامهم مع بعض أقاربه وتاركين النساء خلفهم فى موكب حافل حتى يصلوا إلى مكان الاحتفال بالختان، وبعد ذلك ينسحب اثنان من أقارب الغلام الذى ستجرى له عملية الختان وأقارب البنت.
ويفصل الغلام الذى سيختتن عن الجماعة وفى يديه خنجر جنبية ويقف أمام الشخص الذى سيجرى العملية قائما ويأخذ فى الفخر ملقيا بعض الأشعار الحماسية وقائلا «أنا ابن فلان بن فلان» ويأخذ فى تعداد آبائه وأجداده ويخرج من يقوم بإجراء الختان سكينا فى غاية الشحذ ويبدأ فى سلخ جلد الغلام ابتداء من منبت الشعر إلى مقعده ويخرج الجلد كاملا فى ظرف دقيقتين مع جلد ذكره.
وبناء على ذلك فمهما شعر المختتن بالآلام والأوجاع فيجب عليه أن يصبر وأن
(١) نوع من الرقص الذى يؤدى بالبنادق وهو من رقصات الحرب.