للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إفادة خاصة النقود الإسلامية]

أردنا أن نبين وزن وقيمة العملات التى سبق ذكرها وعين عددها مثل الدينار والدرهم حسب المناسبة فى بعض وجهات المرآة، حتى يمكن تخمين قيمة النقود التى أنفقها السلاطين العظام من أجل تعمير أبنية الحرمين وتجديدها.

لأجل ذلك استصوبنا أن نعطى بعض المعلومات عن الأسباب القهرية التى أدت إلى قطع تلك العملات، وتواريخ ضربها.

يطلق اسم سكة (١) على النقش المخصوص الذى يضرب فوق النقود الرائجة من الذهب والفضة. وفى أوائل ظهور الإسلام أطلق على المسكوكات الذهبية اسم الدينار، وعلى المسكوكات الفضية اسم الدرهم، والمؤرخون متفقون على أن اليونانيين هم الذين صنعوا المسكوكات قبل هذا ب‍ (٢٦٠٠ عام) وكانت على المسكوكات التى ضربت سواء أكانت فى أيام اليونانيين أو فى أيام ملوك الأمم (٢) الأخرى بعض صور الحكام، وعلى بعضها صورة حيوان أو صورة قلعة أو شكل آخر.

وعندما ظهرت المسكوكات الإسلامية ذات العيار الصحيح وكسدت دنانير سوق الكفر، وفسدت دراهم المشركين المنتشرة، وكانت طوائف العرب فى بداوتهم الذين تركوا اهتمامهم بالدنيا يتعاملون قبل البعثة المحمدية بنقود غير مسكوكة، وأخذوا يتداولون النقود المسكوكة من الذهب والفضة بالوزن، فكل النقود العربية غير مسكوكة، وجرى حكم هذا التعامل فترة غير قليلة، حتى إن النقود التى اغتنمت فى عصر سيدنا عمر من بلاد الفرس لم ينظر إلى قيمتها الرائجة بل كانت ترد إلى الوزن ويتعاطونها بهذا الشكل. ولكن النقود التى ضربت فى مضارب الملوك الأوائل تختلف فى الوزن والنوع، وكانت النقود التى يتداولها


(١) هذا التعبير اسم خاص بالمطرقة الحديدية وهى آلة للصرف وعربى الأصل.
(٢) يستثنى من ذلك ملوك اليهود لأن مسكوكاتهم كانت خالية من الأشكال.

<<  <  ج: ص:  >  >>