للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذا التقسيم كانت مائدة سليمان - عليه السلام - النادرة من نصيب حاكم أسبانيا، وحلة آدم مع عصا موسى من نصيب ملك الروم، وعرش بلقيس من نصيب ملك إنطاكية، وياقوتة ذى القرنين من حصة ملك أرمنية.

وحسب أقوال بعض المؤرخين أن بخت نصر عندما اغتنم تلك المائدة أخذها معه إلى بابل، ولما تغلب كسرى على بابل وأنهى أسر اليهود؛ رد تلك المائدة مرة أخرى إلى بنى إسرائيل مجاملة منه، وبعدما فتح تيتوس - من قياصرة الروم، القدس خربها وطرد بنى إسرائيل إلى بلاد أخرى، ونقل مائدة سليمان إلى خزينة الروم، ثم وقعت فى يد القوط.

ويدعى أغلب المؤرخين أن هذه المنضدة وقعت فى يد الغاصب ليبن بواسطة الوندال الذين نهبوا روما؛ إلا أن هذا الحكم لا يمكن قبوله لضعف روايته.

ولهذا يلزم أن يكون كما قرر مراد بك مؤلف (التاريخ العام) إما أن يكون ملك القوط الغربيين الأربك اغتنم هذه المائدة عندما دخل روما ونهبها، وإما أن يكون «آنا لوف» الذى خلف الأربك وجدها ضمن جهاز أخت القيصر التى تزوجته، ووضعها فى خزينته، وعلى كل حال فموسى بن نصير (١) اغتنم مائدة سيدنا سليمان عندما فتح الأندلس، وبعثها إلى الشام، كما أن وليد بن عبد الملك بعثها إلى والى مكة المكرمة خالد بن عبد الله القسرى ليذهب بها ميزاب الرحمة.

وإذا صحت هذه الرواية فيكون وليد بن عبد الملك قد قام بخدمة حسنة جدا.


(١) موسى بن نصير فاتح الأندلس، وهو من التابعين الكرام وقد تلاقى مع تميم الدارى، وعاد من فتح الأندلس فى سنة أربع وتسعين الهجرية بعد أن غنم المائدة التى سبق ذكرها ومعها كثير من النقود، وبعض التيجان المرصعة بالمجوهرات الثمينة، وعدد لا بأس به من الأسرى، وبعد وصوله إلى الشام بثلاث سنوات اتجه إلى مكة المعظمة لأداء فريضة الحج، وارتحل إلى مملكة البقاء وهو محرم بين الحرمين رحمه الله. انظر: تاريخ الطبرى ٤٨١/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>