للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يستطع إبراهيم-عليه السلام-أن يتحمل أعباء الشيخوخة وظلم «سارة» وسخريتها فأراد أن يجأر بالشكوى من تصرفات «سارة» ولكنه قال فى نفسه «سارة ناقصة العقل وأنت من فحول العقلاء فعليك أن تتحمل سلوك غير المتزن كالرجال الشهماء» وعزم على السكوت. ومع ذلك حدث ذات يوم أن أعرب عن حبه لإسماعيل ابنه الأكبر فى وجود أخيه الأصغر إسحاق.

غار إسحاق من كلام أبيه بحكم صغر سنه، وغضب من والده وخاصمه فأثار هذا غضب أمه سارة، ولهذا أقسمت بالله أن تشوه جاريتها هاجر بقطع جزء من لحمها.

عند ما سمعت هاجر قسم السيدة سارة ملأها خوف شديد فأسرعت بالخروج إلى الوادى وقررت الهرب إلى مكان تأمن فيه على نفسها ثم ربطت فى خصرها (١) وتركت ذيل ثيابها يجر على الأرض ليخفى آثار أقدامها.

وعند ما هدأت غيرة النساء فى نفس السيدة سارة-رضى الله عنها-بعد فترة ندمت على ما بدر منها من قسم فى حق السيدة هاجر، ووجهت كل أفكارها واجتهادها لتجد سبيلا للوفاء بقسمها دون أن تؤذى هاجر.

فقال لها زوجها المكرم: «يا سارة» اقطعى جزءا من اللحم الزائد من عضو هاجر المستور ليكون ختانا، وافتحى ثقبا فى الموضع الرقيق من أذنها، فإذا علقت به قرطا تكونى قد وفيت بقسمك. فختنت السيدة سارة السيدة هاجر وثقبت أذنها وعلقت بها قرطا وهكذا برت بقسمها.

[إخطار]

كان هدف سارة-رضى الله عنها-من هذا القسم أن تنفر سيدنا إبراهيم من جاريته هاجر. ولكن الله-سبحانه وتعالى-أراد أن يجعل ختان هاجر سنة يتبعها المسلمون فاختتن إبراهيم-عليه السلام-وزوجته «سارة» أما ما يتعلق بثقب أذن


(١) يروى أن ربط‍ النساء وسطهم بزنار هى عادة اكتسبنها من هاجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>