هذه النصوص كلها صريحة فى أن الساتر المذكور مندوب إليه وليس فيها دلالة على وجوبه عند الشروع فى البناء، بل يحتمل أنه جعل عند الشروع فى مقدمات ذلك كالهدم وهو الظاهر اللائق بحرمة البيت الشريف التى أمرنا بها، ولا شك أنه لو هدم وبنى من غير وجود ساتر بينه وبين الأعين لسقطت هيبته من قلوب كثير من الناس ممن لا ينظرون إلا إلى الصور ويترتب عليه هتك حرمته، وقد أجمع العلماء على استحباب كسوة الكعبة واستمرارها عليها والقصد من ذلك سترها عن الأعين لما يلزم من عدمه من المحذور المذكور فليكن هذا الساتر، بل أولى، لأن رؤية الكعبة المشرفة متهدمة أفضح من رؤيتها مجردة من أثوابها، ومن زعم أن الساتر المذكور، مما ينبغى فعله فقد حاد عن طريق الصواب وأخطأ من وجوه عديدة، ولا يسعها هذا الجواب، والله سبحانه وتعالى أعلم.
حرره الفقير زين العابدين بن عبد القادر الحسين الطبرى الشافعى إمام المقام الشريف.
[صورة الفتاوى الشريفة الصادرة على أثر الخلاف الذى وقع بشأن هدم الجدار الكائن بين الحجر الأسود والركن اليمانى]
[السؤال الذى طرحه رضوان أغا]
ما يقول السادة العلماء أئمة الدين ومرجع الخاص والعام من المسلمين وقطع بوجودهم دابر المفسدين وعمر بهداهم شعائر الإسلام للمهتدين، فى الجدار اليمانى من البيت الشريف زاده الله تعالى تشريفا وتعظيما، الذى يظهر فى بادئ النظر للعوام أنه مستقيم والحال أنه مائل دخل أعلاه وبارز أسفله من رأس الركن الذى على الحجر الأسود إلى «المدماك» الذى تحت الحجر الأسود نصف ذراع ومن نحو نصف الجدار المذكور ذراع كامل ومن محل وصول الميزاب فى المدماك المذكور إلى أرض المكان قدر الميل ثلث أيضا فيكون الميل من رأس الركن إلى