مسجد الخيف معبد فى غاية اللطف ومكان مبارك مقدس إذ قال النبى صلى الله عليه وسلم، حسب ما سطر فى معجم البلدان:«حج إلى بيت الله سبعون نبيا وكلهم طافوا بالكعبة ثم صلوا فى مسجد الخيف، إذا استطعتم أن تصلوا فيه كلما أتيحت لكم الفرصة فلا تفوتوا ذلك» كما اشتهر بين العلماء ما قاله أبو هريرة «ولو كنت من أهل مكة لكنت ذهبت إلى منى كل ليلة سبت لأداء الصلاة فى مسجد الخيف».
يقول مؤلف بهجة التقوى:«أربعمائة نبى دفنوا فى مسجد الخيف» كما يروى الإمام الأزرقى أن وسط هذا المسجد مئذنة ذات إحدى وأربعين درجة وأن لها ثمانى شرفات، كانت ساحة مسجد الخيف من الأماكن المقدسة فى جاهلية العرب أيضا؛ لذا كانوا يجتمعون فيها وفى مكان قريب منها كانوا يقسمون للقيام بعضهم ضد بعض، ومن هذا القبيل قد اجتمع فى هذا المكان «بنو كنانة» وقبائل قريش وتحركوا ضد أبناء بنى هاشم وعبد المطلب وتعهدوا باليمين ألا يتعاملوا معهم ببيع وشراء وألا يتزاوجوا منهم، وهكذا أقسموا على الكفر.
[الأثر الخامس والثلاثون: مسجد الكبش]
يقع مسجد الكبش على يسار الذاهب من منى إلى عرفات وفى سفوح جبل ثبير وهو مكشوف السقف وجهتاه الشمالية والجنوبية فى طول ثمانية عشر قدما، وجهتاه الغربية والشرقية اثنين وعشرين واثنا عشر قدما، لما كان الموقع المذكور هو المكان الذى ألقى فيه إسماعيل على وجهه للذبح، لذا يعرف بين الأهالى بمذبح إسماعيل ومسجد إسماعيل، والحجر الأسود الذى ضربه إبراهيم - عليه السلام - بسكينة وفلقه قطعتين ظاهر أمام المسجد، ويتصل هذا المصلى من جهته الشمالية بغار يسمى غار الفتح، وخلف مصلى هذا الغار صخرة كبيرة مجوفة تسمى «صخرة عائشة» والجهات الشمالية والشرقية لداخل هذه الصخرة واحد وعشرون