للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠ - مسجد الطائف]

هذا المسجد هو المسجد الكبير الذى بنى على ساحة خيمتى السيدة عائشة (١) وأم سلمة رضى الله عنهما-اللتين نصبتا عند محاصرة بلدة الطائف وظل مكان الخيمتين المذكورتين فى مؤخرة المسجد ورفع فوقهما قبتان صغيرتان ودفن فى ركنه القبلى أعلم الناس عبد الله بن عباس-رضى الله عنه.

[تزييل]

إن الشريف عبد الله الذى خدم إمارة مكة الجليلة ما يقرب من عشرين عاما بجانب قبر ابن عباس بن عبد المطلب وهو من السلالة الطاهرة الزيدية وابن من أثبت جدارته ثلاث مرات فى منصب الإمارة وهو الشريف محمد بن عوف.

وأحرز رتبة الوزارة السامية فى سنة ١٢٤٧ هـ‍ وأسند إلى عهدته إمارة مكة المكرمة وأنعم عليه بالوسام المرصع المجيدى العثمانى، وتوفى فى سنة ١٢٩٤ هـ‍ يوم الأحد اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة وهو فى منزله الصيفى فى الطائف، ووجه منصب الإمارة إلى أخيه الشريف حسين باشا وأحيل إليه. وقد خدم عبد الله باشا المشار إليه السلطنة السنية بإخلاص ولا سيما فى أثناء المسألة الروسية بذل جهودا عظيمة لجمع الإعانات الحربية واستطاع أن يدبر مبالغ كبيرة من النقود. وأن يوصلها إلى أصحاب الشأن، واستطاع أن يكسب طوال مدة توليه للإمارة رضا سكان الحجاز ورعى بكل مودة الحجاج الواردين وحفظهم وكان شخصا أصيلا نجيبا من السلالة الهاشمية وذات عقيدة سليمة، رحمه الله رحمة واسعة. وساحة مسجد الطائف هى ساحة مصلى النبى القديمة وهى الساحة التى أم فيها المجاهدين من غزاة الدين، وهذه الساحة هى ما بين خيمتى السيدة أم سلمة والسيدة عائشة (٢) -رضى الله عنهما-ثم رفع بين ساحتى


(١) قال الواقدى: الأخرى زينب بنت جحش. يقصد أنه من كان مع النبى صلى الله عليه وسلم من نسائه: أم سلمة، وزينب بنت جحش رضى الله عنها. الطبرى ٨٣/ ٣.
(٢) والسيدة زينب بنت جحش على ما فى الطبرى ٨٣/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>