والطريق الثالث من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة الطريق الذى يسمى بغاير).
ويمكن أن يوصل من هذا الطريق إلى المدينة المنورة فى خمسة أيام إلا أن المرور من جبل (غاير) المرتفع فى غاية الصعوبة بالنسبة للجمال المحملة عند الصعود والنزول، فكلما كانت الطرق الأخرى مأمونة من تسلط الأشقياء لا يرغب الجمالون فى المرور من هذا الطريق.
مع أن هذا الطريق بالنسبة للطريق السلطانى وفرع أقصر منهما لذا يفضل راكبو الخيول والهجين والمترجلون السير فى هذا الطريق.
ومن الروايات الموثوقة أن سيد البشر صلى الله عليه وسلّم قد شرف المدينة فى سنة هجرته الميمونة من هذا الطريق.
وبعد أن يخرج من رابغ ويقطع مسافة اثنتى عشرة ساعة يبلغ إلى مرحلة (بئر مبيرك) وإن كانت فى هذه المرحلة بئر واسعة إلا أن مياهها مالحة قليلا.
الذين يقومون من مرحلة بئر (مبيرك) يصلون بعد اثنتى عشرة ساعة إلى مرحلة (رصفه) وإن كانت أراضى هذه المرحلة ذات مياه فالحفر التى يطلق عليها (أشمة) تغنى المسافرين عن الآبار.
ومن مرحلة رصفه السالفة الذكر إلى سفوح جبل (غاير) تبلغ المسافة ست ساعات، ويظهر غالبا فى سفوح هذه الجبال ماء جار.
ويصعد من سفح جبل غاير إلى سطحه فى ثلاث ساعات وفى الجهة الشرقية