إن خلاصة هذه الحكاية مكتوبة فى كتاب دلائل النبوة منقولا عن الإمام البيهقى الذى نقله عن أبى أمامة الباهلى وهو قد نقله عن هشام بن العاص الأموى (١).
وقد نقل عن كعب الأحبار أن حضرة آدم-عليه السلام-حينما اقترب أجله، استدعى أبناءه الذين كانوا على قيد الحياة وأراهم تابوتا، ونظر أبناؤه إلى التابوت، فوجدوا به أدراجا كثيرة صغيرة بعدد الأنبياء الكرام-على نبينا وعليهم السلام-والدرج السعيد الذى فى نهاية الأدراج، كان خاصا بخاتم الأنبياء وكان تحفة لامعة الأنوار مصنوعا من الياقوت الأحمر.
وفى داخل البيت كان إمام الأنبياء-عليه وعليهم السلام-قائما يصلى وعن يمينه الصديق وعن يساره الفاروق ومن خلفهم ابن عفان وأمامهم صاحب القرآن على بن أبى طالب-رحمهم الله، ورضى عنهم أجمعين.
وكان مسطورا على جبهة الصديق الكريم عبارة:«هذا أول من تبعه من أمته» وعلى الجبين المبارك للفاروق عبارة «قرن من حديد، أمين شديد لا تأخذه فى الله لومة لائم» وعلى جبهة ابن عفان «ثالث الخلفاء» وعلى جبهة على بن أبى طالب «هذا أخوه وابن عمه المؤيد بنصر الله» وعلى قول «ليث كرار غير فرار يحب الله ورسوله» وكان يرى فى جوانب هؤلاء المهاجرون والأنصار النقباء والخلفاء الآخرون.
[صورة دخول عبادة الأصنام إلى أرض الحجاز]
إن القبائل التى تقطن الخيم حول كعبة الله عبدة أصنام مصنوعة من الأحجار والأشجار، والزمن الذى مالوا فيه إلى الضلالة كان فى عهد (أردشير بن شابور) من ملوك الفرس وكان «عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف» الذى لا دين له حاكما لأرض الحجاز المقدسة.
وقد نقل الإمام «الراشطى» أن عمرو بن لحى بن قمعة هو الحارث بن عمرو بن مزيقيا بن عامر ماء السماء بن الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة مازن بن أزد