قبل أن يحترق مسجد مدينة دار السكينة لم تكن فوق الحجرة المعطرة قبة منفصلة فبنى فوق سقف مسجد السعادة جدار من اللبن ارتفاع ذراع ونصف ذراع ليكون علامة على الحجرة المنيفة وموقع مدفن السعادة.
بنى السلطان الصالح قلاوون المصرى فى سنة (٦٧٨) هـ قبة جميلة قاعدتها مربعة وسطحها مثمن وغطى فوقها بالرصاص.
وصنع حول القبة المذكورة سورا خشبيا حتى يرى مكان الجدار سالف الذكر علامة الحجرة المنيفة، كما أحاط ما بين سقف المسجد والقبة الجديدة بشبكة خشبية وكانت عقود القبة المذكورة فوق أعمدة الحجرة المعطرة التى تحاذى أسطوانة الصندوق، ووقعت منافرة أدت إلى القيل والقال بين أحمد كمال ابن هارون عبد القوى الربعى الذى أشرف على بناء هذه القبة وبين ولاة المدينة، وصادر والى المدينة علم الدين الشجاعى أموال أحمد كمال كلها وهدم بيته وخربه وبين أن من لا ينفذ أمر ولاة المدينة يتعرضون للعقاب وهذه هى عادة مرعية بين ولاة المدينة ثم اقتلع أحجار البيت الذى هدمه وبنى بها مدرسة المنصورية.
وكان غرض أحمد كمال بن هارون من هذه الخدمة أداء عمل خالص لصاحب الرسالة بناء على الأمر الذى تلقاه من الحكومة المصرية، ولا شبهة فى ذلك، ولكنه إذ سمح لبعض النجارين القيام بحركات غير لائقة فوق مرقد السعادة من هنا يقتضى أن يقع تحت براثن العقوبة.
وظلت قبة الحجرة المعطرة التى بناها السلطان الصالح قلاوون إلى عصر الملك