للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بناء على هذا وجه هرقل خطابه إلينا، وقال:

(إن هذه التماثيل التى شاهدتموها قد نحتت قبل ألف سنة، لو كان هذا التمثال هو تمثال محمد الأمين الذى ذكر تماما فمما لا شك فيه أن الرجل نبى مرسل.

فعند وصولكما إلى مكة فعليكما بتصديق نبوته بلا تردد. وإذا قدر لى لقاءه فسوف أغسل رجليه المباركتين وأشرب ماء غسيلهما).

- حكاية:

كان «جبير بن مطعم» من الصحابة (١) الكرام، ومن أولاد نوفل القرشى، ويتصل نسبه بعبد مناف الجد الثالث للنبى صلى الله عليه وسلم، وقد قال: كنت قد ذهبت إلى الشام فى بدء البعثة النبوية، فاستدعانى رئيس أساقفة نصارى الشام وسألنى:

أتعرف الرجل الأمى الذى يدعى النبوة فى بلدتكم؟ فلما أجبته: نعم! إنه ابن عمى! أمسكنى من يدى وأدخلنى غرفة مليئة بصور الأنبياء المزينة، وأشار إلى الصور واحدة تلو أخرى وسألنى: أيمكن أن ترى بينها صورته؟ فلما أجبته:

بالنفى أخذنى إلى حجرة أخرى، وكانت بيت التماثيل وكان فى داخلها تماثيل مزينة ومجسمة، وسألنى رئيس الأساقفة: يا ترى هل يوجد تمثال مشابه لصورة ابن عمك؟! فلما تأملنا رأيت تمثالا نورانيا على شكل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبجانبه صورة تشبه الصديق وصورة أخرى بجانب صورة الصديق تشبه عمر بن الخطاب فأشرت إلى الصورة، وقلت هذه الصورة تشبه صورة حضرة محمد صلى الله عليه وسلم.

ولما استفسر عن الصورتين الأخريين؛ أجبته قائلا: هذا ابن عمى ابن أبى قحافة وذلك ابن عمى عمر بن الخطاب. بناء على ذلك أنهى كلامه قائلا: إن هذا الرجل الذى ظهر فى بلدتكم مدعيا النبوة، أشهد أنه المبعوث الحق والرسول المطلق وهذان خليفتيه.

- حكاية:

تروى حكاية ذات عبر حدثت فى عهد أبى بكر الصديق؛ إذ بعث فى أثناء خلافته-رضى الله عنه-هشام بن العاص سفيرا إلى إمبراطور الشرق هرقل، وقد تحدث هشام عن ماهية هذه السفارة وحقيقتها.


(١) انظر: الإصابة ٢٣٥/ ١،والخبر فى دلائل النبوة للبيهقى ٣٨٤/ ١ - ٣٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>