أهل السنة إلى الدائرة المنجية، إلا أنه كان يحكم فى مصر والبلاد الحجازية بأحكام مذهب أهل البيت إلى سنة (٥٦٨ هـ) وقد انقرضت الدولة الفاطمية فى تلك السنة، فعاد علماء الشافعية إلى مصر، وهكذا سقط العمل بكتب فقه أهل البيت وانتشر المذهب الشافعى فيها، وأخذ الأهالى والملوك وكبار الموظفين العمل متبعين المذهب الشافعى.
وصلاح الدين الأيوبى واحد من الملوك المصريين الذين قلدوا المذهب الشافعى: وقد أسس هذا الشخص قلعة جبل المقطم، وفى نفس السنة أنشأ المدرسة التى تنسب إلى قبر الإمام الشافعى، وهكذا أنقذ الناس من البحث عن عالم يعين بالقاهرة مفتيا شافعيا، واستصوب بعد ذلك بين العلماء وجود مفتيين على المذهب الشافعى فى مكة المكرمة والمدينة المنورة ونفذ الأمر.
وقد جعل المفتى الشافعى الذى عينه صلاح الدين الأيوبى فى القاهرة نوابا له عن باقى مذاهب أهل السنة حتى يفتوا حسب مذاهبهم، وهكذا أخذ يزيد أفراد كل مذهب تدريجيا، وظهرت المذاهب الأربعة كاملة اضطر أهالى الحرمين ومصر القاهرة وسكنة بلاد الشام فى عهد صلاح الدين الأيوبى إلى سنة (٦٦٣ هـ) أن يلجأوا لمفتى الشافعية، وبما أنه لا يمكن للإمام الشافعى أن يفتى وفقا لأحكام المذاهب الأخرى عين الملك الظاهر بيبرس قاضيا (١) خاصا بكل مذهب فى خلال تلك السنة، وبعد ذلك أصبح أتباع المذاهب الأربعة يذهب للإمام الخاص به لحل ما يريدونه من المسائل الدينية، ولكن فى الممالك الأخرى ظل المفتى الشافعى كما كان فى السابق.
[إضافة]
وإن كان ثابتا بالتحقيق أن عمر بن الخطاب هو الذى كان يقوم بأمور القضاء فى عهد خلافة أبى بكر الصديق، وكان هناك يزيد ابن أخت نمر وشريح فى عهد عمر بن الخطاب، وكعب بن سوار وفى عهد خلافة سيدنا على شريح بن الحارث
(١) وكان القضاة فى ذلك العهد يعينون على أن يؤدوا مهمة القضاء والإفتاء.