فى بلاد العراق وخراسان وما وراء النهر فى أول ظهوره، وانتشر المذهب الحنبلى أولا فى الشام والعراق وبغداد والبلاد المجاورة لها.
ويعدد حضرة عبد الوهاب الشعرانى فى كتابه الميزان الكبرى مذاهب أخرى غير المذاهب الأربعة مثل: مذهب عائشة، مذهب عبد الله بن مسعود، مذهب عبد الله بن عمر، ومذهب عطاء بن أبى رباح، ومذهب الإمام الليث، ومذهب مجاهد بن جبر، ومذهب داود الأصفهانى، ومذهب عمر بن عبد العزيز، ومذهب سفيان الثورى، ومذهب سفيان بن عيينة، ومذهب محمد بن جرير، ومذهب الشعبى، ومذهب إسحاق بن راهويه، ومذهب الأعمش: أربعة عشر مذهبا وبهذا يبلغ المذاهب الصحيحة والحقة إلى ثمانية عشر مذهبا، وقد اندثرت هذه المذاهب لقلة أتباعها، أو لا نحصارها فى أصحابها ولم يبق إلا المذاهب الأربعة.
وكان أهالى الحرمين إلى سنة (٣٥٨ هـ) يحلون شبهاتهم فى المسائل الفقهية باللجوء إلى إلى أى واحد من أئمة المذاهب الأربعة الذى اكتسب ثقتهم.
ووقعت البلاد المصرية تحت إدارة الملوك الفاطميين وفى خلال العهد الفاطمى الذى دام مائتين وبضع سنين أسقط العمل باجتهاد الأئمة الأربعة، وصنفت كتب وفقا لأحكام فقه أهل البيت.
ومنع فى هذه الفترة حب أصحاب المذاهب الأربعة، وكان كل من يتبع المذاهب الأربعة مبغوضا منفورا منه لدى الحكومة.
من الحوادث التى تلوث تلك الفترة وصحائف تاريخها هذه الحادثة الشنيعة، وقد علم أن أحدا من أهل السنة يحتفظ فى مكتبة بكتاب الموطأ، فأحضر الكتاب وصاحبه ومزق الكتاب المذكور ثم قيل لصاحبه «لماذا تحتفظ بهذا الكتاب وتحترمه؟» ثم شتم وعذب وضرب ضربا مبرحا.
كان القاضى عبد الوهاب من فقهاء أهل السنة ساكنا ببغداد وفى أواخر المائة الرابعة أتى إلى مصر وسعى لنشر المذهب المالكى، واستطاع أن يدخل كثيرا من