بينما كان القرامطة ينقلون الحجر الأسود إلى بلادهم التى يسمونها هجر، قد نفق تحت نقل الحجر الأسود (٣٠٠) جملا قويا فى مقتبل العمر أو (٥٠٠) جمل بناء على رواية أخرى. وعندما أعاد ثبير بن الحسين الحجر كان قد حمله فوق جمل نحيل ضعيف، لم يمت من شدة التعب، بل إنه لم يتعب وسمن وتضخم.
وكان العباسيون لم يستطعيوا أن يردوا الحجر بالحرب مع القرامطة، وأرادوا أن يعيدوه بدون حرب واعدين أبا طاهر بخمسين ألف دينار، إلا أن هذا الملعون الملحد لم يقبل ذلك، ولكن أعوانه حملوه بدون أن يأخذوا شروى نقير (والله على كل شئ قدير).
[مظالم القرامطة الخبثاء وجرائمهم]
أول من خرج من طائفة القرامطة هو الملعون «أبو سعيد بن بهرام جنابى.
ويقول الذين يعرفوننا كيف ظهر هذا الرجل وأين أوقد نار الشر أولا. إن صاحب مذهب القرامطة ومخترعه هو الخنزير يحيى بن زكرويه، إذ جاء هذا الرجل فى سنة ٢٧٨ أو ٢٨٩ إلى بلدة القطيف (١). ونزل ضيفا عند على بن يعلى من أعيان البلدة، وأسر له أنه مبعوث من قبل الإمام محمد المهدى، وأن وقت ظهور هذا الإمام قد اقترب وأخذ يدعو أهالى القطيف وسكان الناحية، واستطاع أن يضمّ إليه بعض الجهلة والحمقى من سكان القطيف وسكان ناحية البحرين ويخدعهم، وكما استطاع أن يضم إلى مذهبه أبو سعيد الجنابى من كبار شيوخ القبائل واختفى بعيدا عن العيون.
ثم ظهر مرة ثانية وهو يحمل خطابا مزيفا من قبل الإمام المهدى يتضمن أنه قد أمر بدعوة الناس إلى مذهبه، وأن يأخذ من كل واحد ممن اتبعوه مبلغ ستة
(١) القطيف بلدة فى الجهة الشمالية من مدينة الإحساء وعلى بعد ست مراحل من البصرة، وعلى ساحل الخليج العربى.