للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دراهم وأربع دوانق (١)، وبعد أن استطاع أن يدخر بهذه الخدعة مبالغ كبيرة من النقود اختفى فترة أخرى، ثم ظهر مرة أخرى وفى هذه المرة أظهر لأتباعه رسالة مزيفة أخرى من قبل الإمام، حيث أمره بأن يأخذ من أتباعه خمس أموالهم ويسلمها له، واستطاع أن يحصل على أموال كثيرة من جميع الأنواع.

واستضيف فى هذه الفترة من قبل أبى سعيد الجنابى حيث حل فى داره المنكوبة، وأراد أبو سعيد أن يكرمه غاية الكرم فأنامه على فراش واحد مع زوجته وقبل أن يكون ديوثا.

وعندما شاع خبر احتفاء أبى سعيد بيحيى بن زكرويه غاية الحفاوة حتى قدم له زوجته لتنام معه فى فراش واحد وغيره من مراسم الإلحاد والإباحة وأخذ الناس يتناقلون سيرته، استدعى يحيى بن زكرويه من طرف رجال الحكومة وأذل وحقر، وبعد فترة طرد من حدود البحرين بعد أن نكل به.

إن هذا الملحد ذو المزاج الكلبى حط عصا ترحاله من بلاده بنى كلاب وحرص على نشر مذهبه الباطل بينهم وزادت قوته بعون بعض الناس والأقوام، فاستولى على أطراف الشام وسفك دماء المسلمين وهتك أعراض نساء الموحدين.

ووصل إلى ذروة البغى والشقوة بارتكاب المظالم والفساد، وعندما وصلت قوة ابن زكرويه وشوكته إلى درجة ترهيب خلفاء بغداد أخذ يكر على دمشق بالشام بدون توقف، وهزم الفرقة العسكرية التى واجهته بقيادة طغج بن جف (٢) شر هزيمة، وحاصر دمشق الشام فى سنة ٢٩٠ هـ‍، وإن كان الجيش الذى سيق من الشام قتل ابن زكرويه؛ إلا أن أخا زكرويه حسين حمد تولى القيادة، واستنجد بكثير من القرامطة وشدد الحصار على دمشق، وفى النهاية انسحب بناء على رجاء الأهالى وطلبهم بعد أن أخذ مبالغ كبيرة من النقود، ولكن عندما انسحب من دمشق هجم أتباعه قوائم الحشرات على حلب واستولوا عليها فى


(١) الدانق جزء من ستة أجزاء من الدرهم.
(٢) كان طغج بن جف أمير بلدة دمشق بالشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>