يقيمون فى مكة المكرمة أو المدينة المنورة يستطيعون أن يرتدوا الملابس الخاصة ببلدانهم دون أن يتعرضوا لسوء معاملة من الأهالى بل على العكس يلقون منهم ترحيبا واحتراما.
وكل أهالى الحرمين الكرام مجبولون على حسن استقبال الضيف فهذا من طباعهم الفطرية، وهو أمر لا مجال لإنكاره ومن ينكر هذا فعليه أن يتذكر مجاورى الحرمين.
ورغم تحقيق الإمام مالك-رحمة الله عليه-صحة ما ذكر عن فضائل مكة المكرمة وآثارها المتدثرة بآيات الحكم، إلا أنه يرى أن المدينة المنورة أفضل من «مكة المكرمة» ويؤيد رأيه قائلا: «إن المدينة المنورة مدفن رسول الرحمن أفضل من مكة المكرمة، لأن رسولنا باعث خلق العالم-صلى الله عليه وسلم-دعا الله بقوله يا ربّ أنت تعلم أن قريشا أخرجتنى من البلدة التى أحبها فأسكنى يا رب البلدة التى تحبها» وكرر هذا الدعاء فاختار الله-سبحانه وتعالى-معطى العطايا المدينة المنورة دارا للهجرة النبوية. وإذا كان المكان هذا أحب البلدان إلى الله-عز وجل-فلا بد أن يكون ذلك المكان أفضل وأشرف من سائر البلدان.
وقد رأينا أنه من الأفضل التزام الصمت بخصوص هذه المسألة قائلين: الله سبحانه وتعالى أعلم ببواطن الأمور.
[شعر]
مكة التى هى قبلة أهل النجاة ... حرسها الله من الحادثات
ترابها يبعث الحياة فى الموات ... إن الورد خجل من شوكه وغثائه
لأن حصباء أرضه نجوم سمائه ... حقا إنه لمن ضل الطريق دليله