ربذة اسم قرية من أعمال المدينة فى نجد وعلى بعد أربعة أيام من المدينة المنورة وهى القرية التى دفن فيها أبو ذر الغفارى-رضى الله عنه-وكانت ربذة فى الأصل قرية مشهورة، وقد استولى عليها القرامطة فى سنة ٣١٩ هـ وخربوها وأجبروا أهاليها على الهجرة.
وسبب استيلاء القرامطة على ربذة كان بدعوة أهالى قرية ضريّة للقرامطة، لأن الحروب كانت متوالية ومستمرة بين سكان قريتى ربذة وقرية ضرية وكان النصر دائما بجانب أهل ربذة. ولما رأى سكان ضرية أن الانتصار على أهل ربذة مستحيل، طلبوا العون من القرامطة وكان القرامطة يريدون أن يستولوا على الحرمين المحترمين، ولما ساعدوا أهالى قرية ضرية بسوق كتائبهم فاضطر أهل قرية ربذة إلى ترك قراهم وهاجروا إلى أماكن أخرى ولم يعودوا إليها بعد.
وقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم برعى إبل الصدقة القادمة من البلاد الإسلامية فى قرية ربذة وعلى رأى آخر أن أبا بكر وعمر الفاروق هما اللذان أرسلا جمال الصدقة إلى قرية ربذة، وكان طول مرعى ربذة فى ذلك الوقت يصل إلى اثنى عشر ميلا وكذلك عرضه وقد حرص ولاة المدينة على توسيع حدود المرعى حرصا شديدا والولاة الذين تولوا الولاية إلى عصر أبى بكر الزبيرى عنوا عناية شديدة بحماية ذلك المرعى فكانت حيوانات أهل المدينة ترعى فى مرعى ربذة إلى زمان جعفر بن سليمان.
[٣ - مرعى حمى الشرف]
وإن كان شرف المكان الذى اتخذه عمر بن الخطاب مرعى فالمحل الذى يطلق عليه شرف الروحاء فى مكان آخر، ومرعى شرف واد واسع كبير فى داخل مكان اسمه كبد نجد، وقرى قبيلة آكل المرار الكندىّ (١) من بنى حجر تتصل بمرعى شرف، كما أن مرعى ضرية أيضا بجانب جبال تلك القرية. وعلى جهة تميم من هذا المرعى مراعى ربذة، وبجانبه قرية شريف يفصل بينهما محل يسمى سرير،
(١) قيل: هو الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن كندى، ويقال كندة. وقيل هو حجر جدّ الحارث بن عمرو من ملوك إمارة كندة. انظر: الدرر ص ٢٥٧،وغيرها.