إن هذه الدار النيرة تقع فى الجهة الشرقية من جبل الصفا فى اتصال دار بنى شيبة وفى زقاق ضيق. إن هذا الموقع أفضل من كل الأماكن وأقدسها فى مكة المكرمة ما عدا دار أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها.
[دار الأرقم]
هذا المكان المقدس هو المكان الذى كان يجتمع فيه النبى صلى الله عليه وسلم مع تسع وثلاثين من صحابته خفية، قد تشرف عمر بن الخطاب باعتناق الإسلام فى داخل هذه الدار، واكتمل به عدد الصحابة أربعين صحابيا.
وانتقلت تلك الدار إلى ملكية والدة هارون الرشيد الخيزران (١) وقد اشترتها ولشدة تعلقها وحبها لهذه الدار اشترت الدور المجاورة لها وألحقتها بهذه الدار.
وانتقلت الدار بعد ذلك من يد إلى أخرى حتى وصلت إلى أشراف بنى حسن، وفى نهاية الأمر انتقلت إلى ملكية دفتر دار مصر القاهرة إبراهيم بك، فأهداها إلى السلطان سليم خان الثانى عليه رحمة الله فجددها نجل ذلك السلطان وهو السلطان مراد خان الثالث على شكل مسجد فى سنة ٩٩٩ هـ.
وحينما أراد أن يجدد ذلك المسجد مصطفى جاويش الذى كان يشغل منصب أمانة البناء وكان أمين بناء جدة، قد استدعى إلى باب السعادة، وبهذا لم يستطع أن يأخذ دور الكبراء التى تحيط بالمسجد، ولو لم يعزل لفترة ما من منصبه كان سيجدد مسجد دار الخيزران فى هيئة أجمل وشكل أحسن. إن عرصة مسجد دار الأرقم فى جهاتها الثلاث أربعة عشر قدما إلا الجدار الشرقى أربعة وعشرون قدما. وله أربع قباب جميلة وله ساحة مكشوفة وله مئذنة.
[صخرة المحتبى]
مكان فى داخل المسجد وعلى يمين من يتوجهون إلى المحراب، وإلى الآن مرئى وظاهر.
(١) خزيران أو خيزران بانية مسجد دار الأرقم كانت جارية المهدى المفضلة وقد أعتقها سنة ١٥٩ هـ.