وأمام الكوخ المذكور جدار باهر الأنوار يرتفع بمقدار ذراع، ويتصل بهذا الجدار من جهة الجنوب بصفة، يعلو هذه الصفة حجر مدور يميل لونه إلى السواد، يقول بعض أهالى مكة المكرمة أن هذا الحجر هو الرحى التى كانت السيدة خديجة تطحن بها القمح.
ويتصل بالجدار الشمالى للمسجد الشريف حجرة مقدسة كذلك، ولما بات من المعلوم - من خلال آثار موثوقة الدلالة - أن هذه الحجرة كانت خاصة بعبادات النبى صلى الله عليه وسلم وطاعاته، أشير إلى موضع سجوده صلى الله عليه وسلم بحجر من الماس مسدس الشكل قطره كقطر إصبع اليد، ووضع هذا الحجر وسط المحراب.
[الأثر السادس عشر: مولد النبى]
بيت يقع فى الجهة الشرقية لمكة المكرمة وفى شارع شعب أبى طالب الذى يسمى الآن: شعب بنى هاشم وزقاق المولد.
وهى دار ميمونة تقع فى سوق الليل وكانت تعرف فى عصر النبوة ب «دار التبابعة». ومن العادات القديمة أن يخرج العلماء والأعيان الكرام من المسجد ويذهبون إلى الدار المذكورة موقدين المشاعل والقناديل، وبعد إقامة مراسم الطاعة والعبادة يعودون إلى حرم كعبة الله.
ومن العادات المتفرعة من الحفاوة بمولد النبى أن يقوم الناس بعد عودتهم من دار مولد النبى بالوقوف خلف المقام الشافعى وأمامهم الشخص الذى يتولى رياسة الروم بالدعاء للسلطان، وبعد أن يلبس بعض كبار الحاضرين الخلع حسب قواعد المراسم يصلون صلاة العشاء ثم يعودون إلى منازلهم.
ولم تكن هذه العادة قائمة إلى عهد السلطان مصطفى خان الثانى ابن السلطان محمد الرابع ولم تكن تلك الاجتماعات تنعقد فيه، فلما أراد السلطان المذكور أن يستزيد من الغفران وأن ينال الشفاعة النبوية قام باستحداث هذه الاجتماعات