واتخذها عادة ميمونة، لأجل ذلك ينعقد فى مكة المكرمة فى الليلة السابعة عشرة فى رمضان اجتماعات عظيمة بغية تعظيم بعثة نبى آخر الزمان صلى الله عليه وسلم، كما تجتمع جماعات كثيرة فى الليلة الثانية عشرة من ربيع الأول للاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى المدينة المنورة وفقا لرغبة السلطان.
ولعقد هذين المجلسين أمر السلطان بمنح ٣٣٠٠ قرش سنويا من ريع مقاطعة مصر للإنفاق على إقامة ذلك الاحتفال. وقد صدر ذلك الأمر السلطانى فى سنة ١١١٣ هـ، واستمر إجراء ذلك الحفل الميمون والاحتفالات السنية فترة ما، والآن تجرى الاجتماعات فى ليالى الثانية عشرة من ربيع الأول لسبب ما.
ومازالت نفقات هذين الاجتماعين ترسل من الخزانة المصرية إلى يومنا هذا ومازالت الاحتفالات تجرى وفق ما ذكرنا آنفا.
وقد ذكرنا فى المقال الثالث من الفصل الحادى عشر من مرآة المدينة كيفية الاحتفالات بالمولد النبوى السعيد.
وكانت العادة المرعية بين أهالى مكة المكرمة فى ليالى رمضان أن يقرأوا القرآن الكريم فى صلاة التراويح. وكان الإمام الحنبلى يختم القرآن فى الليلة الحادية والعشرين من رمضان، وفى الليلة الخامسة والعشرين الإمام الشافعى، وفى الليلة السابعة والعشرين الإمام الحنفى، وفى الليلة التاسعة والعشرين الإمام المالكى فيختمون القرآن بعد تمام قراءته.
وكان أتباع الإمام الذى سيختم القرآن يزينون المسجد الحرام بمصابيح وقناديل وفوانيس مختلفة، ومازالت هذه العادة قائمة ولكنها لا تنحصر فى أئمة المذاهب الأربعة لأن الذين يريدون أن يختموا القرآن يتفقون فيما بينهم ويصلون فى جماعة منفصلة، ومع هذا تعقد مجالس عظيمة فى ليلة ختم القرآن الكريم.
وفيما مضى كانت تعقد المجالس فى ليلة ٢٧ من رمضان فى الجهة الشرقية