انقسمت خطة الحجاز السعيدة بعد عهد الخلفاء الراشدين إلى إمارتين كبيرتين أطلقت على إحداهما (إمارة مكة المكرمة) وأطلقت على الأخرى (إمارة المدينة المنورة)،وظلت إدارة هاتين الإمارتين بعد معارك جمة وحروب كثيرة فى أيدى السلالة الطاهرة التى تنتهى إلى السبطين المكرمين (رضى الله عنهما).
ويظن بعض الذين لم يحسنوا الاطلاع على التاريخ أن إمارة مكة المكرمة ظلت منحصرة فى أشراف الحسنية، فى حين ظلت إمارة المدينة المنورة فى أيدى السادة الحسينية إلا أنه من الثابت بدلالة التواريخ الموجودة أن هؤلاء الأمراء تبادلوا الحكم فى هاتين الإمارتين.
[أمراء مكة]
ينقسم الأشراف الكرام الذين تولوا إمارة مكة المكرمة إلى أربع طبقات، وقد سمى الأشخاص الذين يشكلون هذه الطبقات بأمراء مكة. وإن كان بين أمراء مكة الحسينية أيضا، ولكن أغلب هؤلاء الحسينية من الذين أقام أجدادهم قبل أن تتحول مكة المكرمة إلى إمارة فى ينبع والبلاد التهامية والنجدية.
[١ - طبقة سادات بنى حسن]
يطلق على الذين يشكلون الطبقة الأولى من الطبقات الأربع «بنو أخيضر» وقد ظهر بنو أخيضر الذين حكموا ٩٩ سنة فى سنة مائتين وخمسين الهجرية. وانقرضوا فى أواخر سنة ثلاثمائة وخمسين الهجرية وحتى سنة ٢٥١ كانت حكومة مكة المكرمة فى يد ولاة الخلفاء الراشدين وملوك بنى أمية وخلفاء بنى العباس. وقد ظهر بنو أخيضر فى تلك السنة المذكورة، واستولوا على بلاد اليمامة بادروا إلى حكمها.
بنو أخيضر: اتخذ أشراف بنى أخيضر بلاد اليمامة ومقر حكومة لهم أولا ثم مكة المكرمة. وعدد الأمراء الذين تولوا الحكم منهم ثلاثة عشر شريفا، حكم ثلاثة منهم فى اليمامة فقط،والباقون حكموا فى اليمامة وأرض الحجاز.