الآخرين، اصطحب سارة وابن أخيه واتجهوا نحو مصر ليبتعدوا عن شرور النماردة المستحقين اللوم واللعنة. وقبل ذلك أقاموا قليلا فى حران، ثم فى بعلبك الشام ولم يمكثوا فى مصر ذات الأهرامات طويلا، وغادروا راكبين إلى الشام ونزلوا فى وادى السبع وكان قد اصطحب معه أمه مع والده آزر، غير أن آزر انتقل إلى دار الآخرة فى مدينة حران وقد بلغ الخمس بعد المائة.
[إضافة]
وادى السبع موضع فى «طريق الرقة» وقد قال «وائل بن قاسط» عن سبب تسميته «ما أدرى عن هذا شيئا إلا أنه وادى السباع» ووائل هذا رجل من مشاهير العرب دخل بالصدفة إلى خيمة أسماء ابنة ريم فى أثناء عبوره من المكان المذكور.
وكانت أسماء فائقة الحسن ونظرا لوجودها بمفردها فى خيمتها عند مجئ «وائل بن قاسط» فطمع فى أن يقضى وطره منها فامتنعت وهى تدافع عن نفسها قائلة:
«إذا لم تكف يدك عنى فإننى سأستدعى سباعى، ولم يكن وائل يرى أحدا سواها، وعند ما قال لها يا ترى أين سباعك؟!
نادت أسماء بصوت عال: يا كليب يا ذئب، يا دب، يا فهد، يا سرحوف، يا أسد، يا ضبع، يا نمر.
وهذه الأسماء كانت أسماء أبنائها فظهر كل واحد منهم من ناحية وهو شاهر سيفه فخاف وائل منهم وظل يقول «ما أدرى هذا إلا وادى السباع»،لذا أطلق اسم «وادى السباع» على الموضع المذكور.
وقلة من المؤرخين الذين بينوا سبب هجرة سيدنا إبراهيم: «فى اللحظة التى نجا فيها حضرة الخليل من نار النمرود صدق بنبوته لوط بن أخيه هارون وسيويل بن ناحور ابن أخيه الآخر وسارة ابنة هارون ابنة عمه وسارعوا بالاعتراف والإقرار بوجود واجد الوجود.
وتكاثر أتباع خليل الرحمن بإقبال الناس على الإيمان بوحدانية الله-سبحانه