على ورد البساتين، واستصوبوا على أن يقطع الرسول صلى الله عليه وسلم فى ليلة من الليالى وهو نائم وذلك بواسطة بعض الملاعين البدائيين الذين سيحيطون دار النبى صلى الله عليه وسلم من جهاتها الأربع، وعقب هذا القرار نزل جبريل الأمين باسطا أجنحته للنبى صلى الله عليه وسلم وعرض عليه قرار هيئة الندوة وأفهمه أن وقت الهجرة إلى دار السكينة قد حان، عندئذ قرر النبى صلى الله عليه وسلم أن يهاجر بعد أن يسلم الأمانات التى لديه إلى أصحابها.
فجعل على ينام على فراشه وأمنه من مكائد أعداء الدين، ونام ذلك البطل ذو قلب الأسد فى فراش الرسول صلى الله عليه وسلم بائعا نفسه لله-سبحانه وتعالى-ليحمى نفس النبى صلى الله عليه وسلم النفيسة مستجيبا لإرادة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتف ببردة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضراء وراح فى نوم دون فتور، وأول من ضحى بنفسه فى سبيل إنقاذ حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من الأصحاب الكرام هو على بن أبى طالب-رضى الله عنه- وتتضمن أبياته الآتية تلك النكتة اللطيفة.
[عربى]
وقيت بنفسى خير من وطئ الحصا ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول الخلق إذ مكروا به ... فنجاه ذو الطول الكريم من المكر
وبت أراعيهم متى ينشروننى ... وقد وطنت نفسى على القتل والأسر
وبات رسول الله فى الغار آمنا ... موقى وفى حفظ الإله وفى ستر
[رواية]
حتى الملائكة قد استحسنوا تضحية على بن أبى طالب هذه! إذ يقول الإمام الغزالى فى إحياء العلوم: «قد أوحى الله-سبحانه وتعالى-لجبريل وميكائيل-