للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحترامها فإنه أيضا يشير إلى مصانة بيوت مكة ومتانتها وأن نساء الحرمين أهل حياء وعفاف لا يتجاوزن الدائرة التى حددتها لهم الشريعة، لأن حصر «الكيريتة» التى تبدو خارج نوافذ بيوت مكة لا تقوم مقام الستار ولكنها تقوم مقام المشربيات.

ويوجد فى الطرف الداخلى من «الكيريتة» ستار مصنوع من الخشب وهو ما نسميه فى بلادنا «الجناح» وعند ما يزداد الهواء سخونة فإن أهل البيت يغلقون هذا الجناح لحماية أنفسهم من حرارة الشمس. وتختلف هذه الستارة الخشبية تبعا لشكل المبنى وحجمه وبما أن الحصول على خشب البناء فى مكة صعب فإن الستائر الخشبية لنوافذ المبانى الكبيرة الفخمة تصنع من خشب شجر الساج المشهور فى الهند وتنقش عليها نقوش فى منتهى الدقة والجمال. ويصل ثمن كل جناح من الأجنحة إلى ألفين وخمسمائة ليرة وأقله ثمنا يكون بألف وخمسمائة ليرة. وأرخصها يباع بليرتين ونصف وثلاث ليرات يصنع من خشب الصنوبر الرخيص. وإنفاق هذا القدر من النقود فى ستارة نافذة يدل على طبع الكرم عند أهل مكة وجودهم مما يجعل تطاول سياح أوربا وأقوالهم واهية لا أسس لها.

والبيوت التى صنعت سقفها من «الطابطاب» الأسمنت أقل تأثرا بحرارة الشمس من المنازل التى صنعت من التراب في أثناء النهار، ولن تسخن غرف الأدوار العليا المغطاة «بالطابطاب» كما تسخن الغرف المغطاة بالتراب فقط‍ بدرجة مخيفة ومن هنا تختلف المنازل المغطاة بالطابطاب عن المنازل غير المغطاة من حيث القواعد الصحية.

والمساكن المغطاة بالطابطات أقل رطوبة من المنازل غير المغطاة بهذه المادة، كما أنها أسهل فى التنظيف ولا يعرف المقيمون فيها قدر المساكن الأخرى.

[إخطار]

وهذه المادة المسماة بطابطات عبارة عن خليط‍ جامد مصنوع من رماد المواقد والطين والرمل والجير وهو نوع من الرخام الصناعى، وهو غير مادة الأسمنت

<<  <  ج: ص:  >  >>