وعرض عليه خاتمه وقدمه له. وانتقل الخاتم من بعد إلى أبى بكر ثم إلى عمر بن الخطاب ثم إلى عثمان بن عفان إلا أن هذا الخاتم وقع فى البئر مرة أخرى فى العام الخامس من خلافة عثمان ولكنه لم يستخرج.
وعمق بئر أريس (١٩) ذراعا وارتفاعه (١٠٤) ويقال أنها كانت قديما تحت بناء مرتفع. إلا أن تقلبات الدهر هدمت مبانى جهتها القبلية وخربتها. فعمرها شاهين الشجاعى ورفع الحجارة التى حولها ثلاثة أذرع وجعل لها مرقاة. وإن كانت الآن غير مكشوفة إلا أن أبنيتها ليست مرتفعة ورصينة كما أخبر المؤرخون.
ولها بناء الآن يحميها من حر الشمس ولها مصلى فى جهة مسجد قباء وعلى طاق محراب هذا المصلى هذا البيت:
أمن عجب أن يزورها ليل نهار الإنس والجان ... بئر خاتم الأنبياء هو هذا المكان
[النخيل المتكلم]
فى حديقة النخيل التى فى الطرف الغربى لبئر أريس النخلة أو النخلتان المعروفتان باسم النخيل المتكلم وكما سيرى فى شكل هذه الأشجار فهى تنحنى كحلقات وترتفع فقط غصونها التى ستنتج الفاكهة. وكانت هذه الأشجار فى عصر النبوة فى غاية العلو وكان اقتطاف ثمرتها غير ممكنة. ولما كانت النخلة المذكورة مدمرّ بها النبى صلى الله عليه وسلم فانفرشت على الأرض وقالت: يا رسول الله! إن تمرى جدير بالأكل، فكل منى عدة تمرات وأرفع رأسى بين أمثالى من النخيل وظلت على هيئتها تلك.
ومازال جيش النخلة التى تمددت على الأرض لتعرض بلحها على النبى صلى الله عليه وسلم قائمة! وفروعها التى تنبت حولها وتنمو وتستدير حلقات سنة بعد سنة وتظل كذلك إلى أن تزول. ومع هذا إذا ما أخذ فروع منها وغرست فى مكان آخر وإذا لقح إلى نخلة أخرى فلا ينفع حتى إذا نفع فلا تستدير فروعها حلقات بل ترتفع مثل أشجار النخيل الأخرى.