ونتعرض فيها لتعريف وذكر لماذا أطلق على البيت المعظم اسم الكعبة وما كانت عليه الأحوال فى البلدة المفخمة مكة المكرمة فى العصور الأولى.
فى الأزمنة القديمة كانت القاعدة المرعية أنه ممنوع بناء أبنية داخل المدينة المقدسة مكة المكرمة أعلى من البناء الشريف لكعبة الله. وقد سمع من الحجاج الذين يترددون على تلك الأماكن أن من يخالف هذه القاعدة سرعان ما يتهدم ما شيدوه من مبانى ويصير جزازا.
اتخذ هذا المنع حكم الاعتقاد العام بين أهل مكة لذا كانوا يمنعون إقامة أى أبنية ترتفع عن بناء البيت المعظم وقوى هذا الاعتقاد عندهم وأن من يتجرءون على إقامة أبنية تعلو على الكعبة ممن يرفضون هذا الاعتقاد كانوا يرون أن ما يشيدون سرعان ما يتهدم ويصير جزازا.
واستمر هذا الاعتقاد سائدا لفترة بين أهل مكة فى صدر الإسلام أن ابنا لشيبة بن عثمان-رضى الله عنه المنان-صعد جبل أبى قبيس، وأمر بهدم المبانى التى رآها أعلى من بناء الكعبة المعظمة، كما أمر بهدم المنزل الفخم الذى بناه محمد بن على بن عبد الله بن عباس أمام الحرم المحترم فى شارع المسعى الشريف، لأنه يرتفع على البناء السعيد للبيت الأكرم. واهتم أهل مكة بالمحافظة على هذا الاعتقاد القديم السائد بينهم بشأن البناء الفخم للبيت المعظم.
وبناء على هذا الاعتقاد لم تظهر فى مكة المعظمة طوال عدة قرون أى مبان تعلو على بناء البقعة المشرفة للكعبة المكرمة. ولأنها ظلت تتميز على كافة الأبنية الموجودة لأزمنة طويلة بعلوها وارتفاعها، لذا أطلق اسم الكعبة على البيت الأعظم. وذكروا أن هذا الاسم الشريف مشتق من كلمة كعب وإذ يوجد بعض