للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواة ممن يقول بأن تسمية الكعبة يرجع إلى أنها ذات أربعة زوايا أو أنها مرتفعة عن سطح الأرض مثل كعب الرجل، لكن جمهور المؤرخين يصدقون القول الأول. ولأن الكعبة هى أشرف من كل البيوت والقصور الموجودة على وجه الأرض.

كما أنها من ناحية القدم الأفضل والأقدم كان ذلك سبب إطلاق هذا الاسم الشريف «البيت العتيق» على البيت المحترم وهو الدليل المطلق على شرف وارتفاع مكانة هذه البقعة المقدسة لأن البيت العتيق أحد أسماء البيت المكرم.

ويروى الحسن البصرى أن سبب إطلاق هذا الاسم أنه أول بيت أسس ليزوره بنو البشر، وهو عند الإمام مجاهد أن الله حفظه وحماه من الجبابرة الذين أرادوا هدمه وتخريبه، وفى قول قتادة سببه أن الله حفظه من طوفان نوح عليه السلام.

وقال الفخر الرازى إن هناك عدة وجوه لاشتقاق هذا الاسم والقول أنه قديم له علاقة بكونه أقدم البيوت على وجه الأرض والسماء، وأن الله قد حفظه من الطوفان وأهلك كل من أراده بسوء وأنه وجد قبل أن يكون لأحد مكان. والله تعالى يعتق من نار جهنم عباده الذين يزورون هذه البقعة المباركة.

وهذه الأقوال وما شابهها من أسباب كانت تقتضى أن يطلق على البيت المحترم اسم البيت العتيق.

وإلى أن انتقل حكم مكة المكرمة من أجداد حضرة الرسول عريق الأصول ذوى المعالى إلى قصى بن كلاب لم يكن فى هذه المدينة المعظمة بيوت أو مساكن. وكما وضحنا فى الصورة الثانية من الوجهة الثانية أنه عند ما أصبح ابن كلاب حاكما لمكة المكرمة ارتضى بإنشاء بيوت حول الكعبة، وإذا كان رضاء ابن كلاب هذا قد جاء شديد الوطأة على الناس. ولم يجرؤ أهل مكة على بناء منازل بجوار كعبة الله دفعة واحدة رعاية للقاعدة القديمة إلى حد ما فإن عمرو بن السهمى لم يرع هذه القاعدة فبنى لنفسه منزلا خاصا بناه بناء على رأى وتصويب قصى بن كلاب واتبعه آخرون بعد ذلك فى هذه الخطوة الجريئة. وبدأ واحد تلو

<<  <  ج: ص:  >  >>