فى ذكر الأماكن السعيدة التى صلى فيها من المسجد الشريف إمام محراب
الملكوت-عليه السلام.
بما أنه لم يكن محراب مخصوص لأداء الصلاة سواء أكان فى عصر السعادة أو فى عصر الخلفاء الراشدين قبل تحويل القبلة إلى الكعبة المعظمة كان سيد الزاهدين يؤدى فى مكان اسطوانة يطلق عليها الأسطوانة المخلقة أى فى النقطة التى فى الجهة الشامية من المكان الذى يؤدى فيه إلى الآن أئمة الحرم الشريف.
وهذا المكان هو المكان الذى يقع فى الجهة اليسرى من المحراب الشريف، وفى وسط الروضة المطهرة والذى يعرف بأسطوانة عائشة، ولما كان إمام صفوف الأنبياء عليه أجمل التحايا استمر يصلى فى هذا المكان بعد تحويل القبلة أطلق على الأسطوانة المنسوبة للسيدة عائشة «أسطوانة النبى» أيضا.
وتفضل إمام المتقين فيما بعد بأداء الصلاة فى المكان الذى عرف ب «محراب النبى» وهذا المكان فى وسط الحجرة اللطيفة والمنبر المنير مع ميل إلى جهة منبر السعادة.
ولم يترك الخلفاء الراشدون والأئمة الكرام ذلك المحراب واستمروا يؤدون الصلاة فيه، واهتم صلحاء الأمة فى تتبع آثارهم، ونصبت اسطوانة حتى لا ينسى مكان مصلى النبى صلى الله عليه وسلم ووضعوا المصحف الذى أرسله الحجاج الظالم على يمين تلك الأسطوانة، بعد أن وضعوه فى داخل صندوق.
يروى ابن النجار ناقلا عن الإمام مالك أن الحجاج بن يوسف الثقفى أرسل إلى أمهات القرى مصحفا، وكان المصحف الذى أرسله إلى المدينة المنورة مصحفا لطيفا موضوعا فى داخل صندوق غاية فى الكبر ووصل الجهة اليمنى من الأسطوانة المذكورة على أن يكون علامة للمصلى النبوى الشريف وكان الذين