بيت العزة، لأن الذين يستقبلون الكعبة المعظمة من المدينة المنورة يتجهون إلى جهة «حجر إسماعيل» من تلك البقعة المشرفة.
بينما كان النبى صلى الله عليه وسلم صاحب القبلتين حينما أمر باستقبال بيت الله، كان يصلى الركعة الثالثة من صلاة الظهر متوجها إلى صخرة الله فتحول إلى ميزاب كعبة الله دون أن يخرج من الصلاة وكان ذلك فى مسجد حى بنى سلمة ومن هنا أطلق على هذا المسجد الشريف «مسجد القبلتين»،وإلى الآن لهذا المسجد محرابان ينظر أحدهما إلى الكعبة المعظمة والآخر إلى البيت المقدس ويقابل بعضهما البعض.
وبعد أن أتم معمار قصر الدين-عليه سلام الله المعين-صلاة الظهر فى مسجد القبلتين شرف مسجد السعادة ونزل بعد وصول صاحب الرسالة بقليل جبريل الأمين باسطا أجنحته وقال له:«إننى قد رفعت ما بين الحرمين من الأشجار والأحجار فعينوا مكان محراب مسجدكم الشريف ناظرا إلى بيت الله».
ورأى حقائق الأشياء البيت المحترم رؤية العين، وعين موقع المحراب الشريف ولما كان لم يبق شئ يحول دون رؤية العيون النبوية ما بين الحرمين فأخبر أن موقع المحراب الشريف فى نقطة تقابل ميزاب الرحمة.
وقد وقعت هذه الواقعة الجميلة قبل ملحمة بدر الكبرى بشهرين. قال بعض المؤرخين «إن مسجد السعادة قد أسس على يد أسعد بن زرارة بدون سقف قبل الهجرة وكان عبارة عن أربعة جدران وكان محرابه فى الجدار الذى فى جهة البيت المقدس، وأن هذه الجدران كان يصلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكان يجتمع فيها مع أصحابه من المؤمنين الذين يأتون من الأطراف»،إلا أنهم يخطئون فى رأيهم إذا أرادوا بذلك مسجد قباء، فهذا ليس بصحيح كما ذكرت تفصيلاته فى البحث الخاص به.