وقد ظهرت فى أماكن أخرى من البلاد الإسلامية حكومات متعددة أنشأها السادة والأشراف، واستمرت دولهم مدة مديدة ويرون أن نسب حاكم حكومة فاس يتصل بالسلالة الطاهرة.
[كيفية تأسيس ولاية مكة وصورة تشكيلها]
عند ما فتح النبى صلى الله عليه وسلم مكة المعظمة استدعى من أصحابه الكرام «عتاب بن أسيد» بن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف-رضى الله عنه- وأحال له ولاية مكة المكرمة قائلا:«يا عتاب: هل تعرف أننى أعينك واليا على من؟ وأنصبك واليا عليهم؟ إننى بايعتك واليا على خاصة أهل الله!!!»
وكان قصد النبى صلى الله عليه وسلم العالى أن يولى ويلمح لعتاب أن أهل مكة يستحقون الاحترام والرعاية.
وظل عتاب بن أسيد إلى السنة الثالثة عشرة من الهجرة واليا على مكة المفخمة دون انقطاع، وفى خلال السنة المذكورة ارتحل الصديق الأعظم إلى دار السرور والبقاء. وتبعه عتاب بن أسيد، وأديرت أمور مكة المعظمة بعده فى خلال خلافة عمر الفاروق وعثمان ذى النورين وعلى بن أبى طالب بواسطة موظف معين من قبلهم.
وفيما بعد أخذ عبد الله بن الزبير على عاتقه إدارة حكومة مكة المكرمة، وبعد ارتحاله تعهد بإدارة أمور مكة موظفون من قبل الدولة الأموية، كما أن داود ابن عن عبد الله السفاح تعهد بإدارة شئون مكة فى عهد العباسيين. ولما كانت المدينة المنورة تابعة لولاية مكة إلى ٢٥١ سنة ظهور إسماعيل بن الأخيضر بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب (رضى الله عنهما) رافعا علم العصيان، والولاة سيذكر أسماؤهم فى الجدول الذى سيأتى فيما بعد، وفى خلال السنة المذكورة ألغى منصب الولاية وتولى إدارة البلدة المسعودة السادة والأشراف مستقلين بمكة المكرمة وأخذ الأمير الذى يدير حكومة مكة لقب أمير مكة.