كان العرب سواء أكانوا فى الجاهلية أو الإسلام ينقسمون إلى قسمين: أهل المدن يعنى أهل المدن والأمصار، وأهل الوبر يعنى سكان البادية الذين يعيشون تحت الخيم ودائمى التنقل.
وكانت القبائل البدوية فى الجاهلية تتبع أديانا مختلفة. فمثلا عربان حمير كانوا يعبدون الشمس كما جاء فى القرآن الكريم {وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ}(النمل:٣٤) كما وصف الهدهد بلقيس الحميرية لسليمان «عليه السلام».وكان عربان قبيلة «لخم» يعبدون المشترى، وعربان «كندة» يعبدون القمر. كما كانت قبيلة حنيفة والقبائل الأخرى تعبد الأصنام وقبائل أخرى على اليهودية والنصرانية، كما ظلت بعضها متمسكة بعبادة الأوثان، واعتنقت قبيلة ربيعة والغساسنة النصرانية، كما اعتنق الحميريون وبنو كنانة بنو الحارث وكندة اليهودية، واعتنق عربان تميم المجوسية، وظل القرشيون متزندقين وشاعت عبادة الأوثان بين العرب.
ولما أشرقت شمس الهداية الإسلامية من الآفاق، وأزالت بأنوارها المحمدية ظلام الكفر والجهالة، وشملت أنوار الشريعة المحمدية أقطار العالم الأربعة، دخل سكان جزيرة العرب عامة إلى حصن الإسلام المتين، وانقادوا للشريعة الإسلامية الغراء، وبهذا نالوا أقصى مطالبهم وأدركتهم السعادة الدنيوية والأخروية، وعملوا على نشر أنوار الدين المبين فى أقطار العالم الأربعة لنيل رضى الله-سبحانه وتعالى-وفتحوا بلادا كثيرة.