للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاصة، كما جدد القباب الموجودة منفقا ما لا يحصى من النقود، وفرش فوق أسطح القباب الموجودة بقطع من الرخام المجلاة، وعنى بتزيينها، وجدد الخطوط‍ التى فى داخل مسجد السعادة وخارجه وهى التى تحدد حدود الحجرة المعطرة وقطع رخام حرم السعادة عامة، وهكذا قام بخدمة عظيمة فإنه أسس أبنية المسجد النبوى الشريف المسعودة من جديد، وأسس فوق باب التوسل مكاتب وعدة مخازن أعلاه وأسفله فأصبح باب حرم السعادة فى غاية اللطف مؤخرا. رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

[دخول السلطان عبد المجيد فى حجرة السعادة]

يروى أصحاب الوقوف من أهالى المدينة ومهرة بنائى الحجارة الذين استخدموا فى عمليات تجديد قبة السعادة فى حق المرحوم المشار إليه حكايتين غريبتين ولكن لهما مغزى ويدعون أنهما غير قابلتين للتكذيب.

[١ - الحكاية الأولى]

نقشت الطغراء الغالية التى أرسلت من إستانبول فوق قطعة رخام مجلاة وذهبت لتكون علامة واضحة على أن السلطان عبد المجيد قد جدد وعمر مبانى الحرم العالية وعقب ختام فروغ عمليات المبانى المقدسة تركت فى جهة ما على أن توضع فوق كمر باب مناسب من الأبواب مغطاة، وكان قد مر بعض الوقت من حينه، فجاء أحد المجذوبين الذى لم يتحدث فى حياته مع أحد فأشار بأن توضع الطغراء فى مكانها بعد أن كشف غطاءها، ولم يتأخر عن الإلحاح والإصرار قبل أن تلصق الطغراء المذكورة إلى مكانها وأخبر بالأمر موظفو الحكومة، وإذا فى ذلك اليوم كان السلطان عبد المجيد قد ارتحل إلى قصر سواحل الجنة وجلس مكانه أخوه عبد العزيز خان! وعلم بهذا بعد ذلك بخمسة وعشرين يوما.

وبما أننا لا نصدق مثل هذه الحكاية فضلا عن أننا لا نريد أن تأخذ هذه الواقعة مكانا فى عالم الوجود، فاستوضحنا الأمر من بعض الموظفين الذين كانوا فى مهمة تجديد تلك المبانى المقدسة فعرفنا أن الحقيقة كانت على الوجه الآتى: إن الطغراء التى حكّت مذهبة فوق قطعة الرخام وفى تاريخ إتمامها كانت أبنية حرم

<<  <  ج: ص:  >  >>