فى ذكر وصف شكل وطراز بيوت مكة المعظمة ومنازلها ودرجات الحرارة والبرودة فى هذه المدينة المقدسة وفوائد الفواكه والخضر ومضارها التى توجد بها وأسباب ظهور الأمراض التى يروى تفشيها فى الأراضى الحجازية المنورة.
معظم مبانى مكة المشرفة مبنية بالحجارة والطوب وهى متينة وبعضها أكواخ مصنوعة من الأعشاب والحصير يطلق عليها عشة «بضم العين» وسقوف أغلب المبانى المصنوعة من الحجر والطوب مسطحة ومملوءة بالتراب وسقوف القليل منها حجرات بعضها مغطاة بمادة الطابطات الأسمنت وأغلب النوافذ مغطاة بحصير معروف باسم «كيريته».
[استطراد]
بعض الأوربيين الذين نجحوا فى الدخول إلى مكة المكرمة والتجول فيها أشاروا فى ما كتبوا عن رحلاتهم إلى أن نوافذ بيوت مكة مصنوعة من الحصير الخشن، استخدموا فى إيماءاتهم ألفاظا غير مناسبة وأشاروا إلى فساد ذوق أهالى مكة الكرام، إلا أن ما تصوره السياح المشار إليهم فى هذا الخصوص ليس صحيحا فأكثر بيوت مكة المعظمة ومنازلها تطل مباشرة على الحرم الشريف للكعبة وتتعرض لسخونة الشمس وحرارتها القوية.
ولذا استصوب أهل السلف بعد طول تفكير أن يعلقوا أشياء من الحصير على نوافذ البيوت حتى تحمى الناس من تأثير حرارة الشمس، وفى نفس الوقت تصون الحرم الشريف للمسجد الحرام من جلبة المنازل وأصداء أصواتها، وقرروا تنفيذ هذا العمل. ولما كان هذا القرار يعبر عن مدى تعظيم الأهالى لكعبة الله