للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالية فى هذه المدينة المشهورة وخربوها واقتلعوا الحجر الأسود لينقلوه إلى ناحية هجر التى هى مسقط‍ رأس أبى طاهر الملعون ثم انزاحوا إلى بلادهم مدحورين سنة ٣١٧ هـ‍.

وكان هدف أبى طاهر من اقتلاع الحجر الأسود من الركن الجليل لكعبة الله وأخذه إلى ديار هجر هو أن يصرف الناس من التوجه إلى الكعبة وأن يحرمهم من الفيض الإلهى. وأن يوجه طريق الحج المفروش بالفيض الإلهى إلى ناحية هجر بل إنه أنشأ فى هجر دار شقوة أسماها دار الهجرة وحجز الحجر الأسود فى دار الهجرة عشرين سنة.

وفى اليوم الذى أجرى فيه أبو طاهر المذبحة فى ساحة المسجد الحرام اقتلع بيده-شلت يده-اللوحات المزينة التى على باب الكعبة مستقر الرحمة، وانتزع أيضا الستارة الشريفة والهدايا القيمة الموجودة فى خزانة البيت انتزاع الطيف وقام بتوزيعها على جنده. وعند ما أراد خلع الميزاب الذهبى أمر بعض أتباعه بذلك، ولكن القرامطة الملحدين الذين تسلقوا السقف وقعوا على الأرض وماتوا وهكذا لم ينجح فى سعيه.

وأخذ ذلك الخائن الكافر الحجر الأسود ووصل ناحية هجر، وقضى أربه ثم أبلغ عبد الله المهتدى جد ملوك الفاطميين بالطريقة التى وصل بها إلى تحقيق ما يصبو إليه. وعرض عليه تبعيته وأنه سيقرأ اسمه فى خطبة الجمعة ولكنه تلقى منه جوابا مفاده لقد وجدت فى نفسك الجرأة على نقل الحجر الأسود إلى هجر بعد هتكك ستار وحرمة بيت الله الذى ظل موضع الإعزاز والتكريم دائما فى الجاهلية والإسلام وبعد ذلك تريد أن تقرأ الخطبة باسمى! فأعلن القرمطى عصيانه عليه أيضا.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>