وقد انتقلت مهمة حمل اللواء بعد قصى بن كلاب إلى أبيه عبد الدار وعند ما توفى انتقلت إلى أولاده وأحفاده. وظلت فى حوزة أكثر أفراد هذه الأسرة نفوذا حتى زمن غزوة أحد الجليلة، أيا من كان هذا الشخص، لكن جميع أفراد هذه الأسرة قتلوا جميعا فى الغزوة المذكورة.
[الندوة-معناها الاجتماع]
وكانت الندوة تطلق على المجلس الذي يجتمع فى دار الندوة (١) التى بناها قصى بن كلاب فى الجاهلية. وكانت القرارات التى تصدر عن هيئة هذا المجلس تلقى قبولا حسنا بين القبائل بدون النظر إلى هذه القرارات هل هى صحيحة أم خاطئة، حسنة أم قبيحة؟
وبما أن المسائل الهامة المتعلقة بأهالى مكة المعظمة كان يتم بحثها فى هذا المجلس حتى إعطاء الإذن بزواج البنات كان يصدر من الهيئة المجتمعة فى دار الندوة، لذا كان ممنوعا منعا باتا أن يحضر الاجتماع فى دار الندوة من لم يبلغ العقد الرابع من عمره أى لم يبلغ أربعين سنة من عمره من رجال القبائل باستثناء أبناء قصى بن كلاب.
وكانت إدارة الهيئة المذكورة مسندة إلى أحد أصحاب النفوذ من بنى أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب رئيسا وعدد محدود من الأعضاء.
ولما كانت رئاسة هيئة دار الندوة موكلة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى فقد أذن سيدنا محمد النبى رئيس مجالس الأنبياء أن يستمر يزيد فى أداءه مهمته بادئا بالبسملة فى اتخاذ الإجراءات الشرعية.
[السفارة]
تم إنشاء هذه الوظيفة لإصلاح ذات البين، فإذا وقع نزاع بين أى قبيلتين أو جرى شجار أو نزاع بين رجلين، فإن الشخص القائم بمهمة السفارة يقوم مقام الحد الفصل فى القضية. وحكمه وقراره الذى يصدره لا يرد مهما كان القرار.