مدهش ذى لحية وعارس الرأس، وقد كتب تحت هذا الرسم باللغة الأفرنكية اسم أيبو قراط.وصنع هذا الرسم من منتصف الجسم إلى أعلى وحفر بقلم الحفر.
وأراد الشريف عون الرفيق باشا أن يعرف كنه هذا الاسم ومتى حفر هناك، وأخذ يتحرى عن حقيقة هذا الأمر فى الأقطار الحجازية، واطلع على الكتب العربية القديمة إلا أنه لم يصل إلى معرفة شئ عنه.
وفى خلال إمارة أخى الشريف عون الشهيد حسين وقع أحد سياح الإنجليز فى يد العربان بينما كان ذاهبا من جبل شمر إلى الطائف فى مكان يسمى (سويلة) وهو لابس ملابس البدو، وعرف أنه أجنبى فجّرده البدو وأرقدوه على الأرض ليقتلوه، ورأى ذلك بستانى حديقة الشريف عبد الله باشا فى سويلة وعبده المعتوق وأسرعا إلى البدو وأنقذاه بصعوبة من أيديهم، وأخذوه إلى حسين باشا الذى كان فى الطائف وسلموه له.
استضاف حسين باشا الإنجليزى فى منزل رئيس باور انه محمد أغا. واستردوا جميع أشياءه وأعادوها له وبعثوا به فى رفقة موظف خاص إلى جدة دون أن يمر بمكة.
وكان هذا الشخص قد أعجب بقبة ضريح عبد الله بن عباس (رضى الله عنه) من حيث الفن والصنعة وأخذ لها صورة فوتوغرافية، كما أخذ صورة لرسم أيبو قراط الذى جذب نظره فى أثناء الطريق.
[أخطار]
لما كانت الأراضى التى فيها مكة والطائف وجدة وما حواليها غير مسكون فى عهد أيبوقراط كما أن أيبو قراط لم يزر أرض الحجاز وهذا معلوم لدينا، لذلك لن نخوض فى هذا الموضوع ولكننا كمؤرخ سنكتفى بقيد ما سمعناه وشهدناه.